الذنيبات .. بلدوزر الحكومة
عريب الخطيب
08-03-2015 02:13 PM
لم يكن غريبا او بعيدا عن دولة رئيس الوزراء إختيار الدكتور محمد الذنيبات نائبا له في حكومته وإبقاءه في منصبه وزيرا للتربية والتعليم...لم يستغرب أبناء الاردن هذا الامر فقد توقعه الجميع مسبقا وقبل التعديل الوزاري لما يحظى به الذنيبات من صفات شخصية وعقلية وإنسانية وتمتعه بمستوى تربوي عالٍ يجعله يتولى أعلى المناصب في الوطن.
قد يقول البعض عندما نمتدح شخص ما ,نريد مصلحة منه,وأنا أكتب عن وزير التربية والتعليم بحكم عملي ولما لمسته فعلياً من إنجازات على أرض الواقع التربوي والتي قام بها الذنيبات منذ أن تولى ادارة وزارة التربية وركز عليها الاعلام كثيراً.
فلم يشهد أحد فينا أن لهذا الرجل أي أجندات خاصة به لما يمتلك من تميز بالاستقامه وتكامل للشخصية فلم يخضع للواسطات والمحسوبيات طيلة وجوده ولغاية الآن,ولم نشهد ترقية أي موظف أو موظفه من تحت الطاولة او من وراء الكواليس ولا ترفيع اي من كان دون بقاءه المدة القانونيه في المركز الذي يشغله الموظف,ولم نجده يستحدث قسما او ادارة لفرد ما محسوب عليه,ولم تكن للعلاقات الشخصية او المعرفة الاسريه أي وزن عنده لدعم موظف ما,فلم نشهد ان يقفز موظفا عن دوره للانتقال خارجيا من مديريه الى اخرى او ان يذهب مستشارا الى دولة خارجيه ورقمه فوق السبعين ليصبح اول الطابور للسفر ,ولم يؤمن بالتنفيعات الشخصية واصطحاب الموظفين معه في سفراته ومؤتمراته سواء داخليا او خارجيا لتنفيعهم بمكافئات على حساب آخرين,لم يتلسن على نزاهته وحُسنَ خُلقه أي كان,ولم نرى الا علاقاته الرسمية مع الموظفين والقيادات بهدف الوصول بالوزارة الى أرقى المستويات وأعلاها.
همه الوطن والاصلاح التربوي ....همه العداله وإفساح المجال للجميع لإظهار روح الابتكار والابداع...يعمل بفهم عميق شامل للامور...حازم في قراراته...غير متراخ في التعامل مع القضايا التربويه ...يؤمن بتحقيق الاهداف التي يرغب بها وبفاعليه حيث يلمس أثرها الجميع في الواقع التربوي سواء في مركز الوزارة والمديريات وكذلك الميدان.
قائد تربوي بكل ما تعنيه هذه الكلمة...مطلع على خفايا الامور ولديه تصور واضح عن كل من عمل او لا يزال يعمل في هذه المؤسسة التربوية ..ويفهم علاقة الموظف بالوزارة ومن فيها ويدرك دور تلك العلاقه وتأثيرها في المجتمع.
يربط الليل بالنهار حتى يكاد البعض يتسائل(متى يتناول طعامه؟؟؟ومتى يلتقي بأبناءه؟؟؟وهل يتواصل اجتماعيا مع أقاربه؟؟؟؟وهل......؟؟؟وهل....؟؟؟وهل......؟؟؟؟وهل ينام جيدا دون ان يفكر بالوزارة وعمله؟؟؟)هذا العمل الدؤوب الذي يسعى من خلاله بتطوير رؤية واضحة للتربية والتعليم وأين يريدها ان تصل...فيهتم بكل التفاصيل ,ويطلع على كل جديد في العمل,,,يمتلك القدرة ليتوقع الأزمات مسبقاً واضعاً لها الحلول.
قائدٌ نزيهٌ شريفٌ صادقٌ...إستطاع أن يصنع الظروف لا أن يكون تبعاً لها...رافضا الفشل ومتطلعاً للنجاح ...صانعاً بيئة متميزة للعمل ,فلم يلجأ يوماً لأشخاص لا وزن لهم للأخذ بأرائهم او السماح لهم بالسيطرة عليه لتدار الوزارة من قبَلهم كما أديرت في فترات معروفه لدى الجميع فظهرت سيطرة بعض العاملين وساد الاثر الانثوي عليها وللأسف....صنع ادارة متميزة من بطانة صالحه تعينه في تسيير بعض الامور ....تميز برؤية الصورة كاملة لوزارة ترهلت لسنوات طويلة وتراجع التعليم فيها بل وأصبح الغش مَعْلَمًا رئيسيا فيها.
هنيئا لدولة الرئيس على اختياره بلدوزر حكومته الذي أدرك نظرته الاستراتيجية للمستقبل وقدرته على التفاعل مع المتغيرات واتخاذه القرارات تبعاً لما هو جديد....فوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.