.. مثل كل الانقسامات المرضية الاميبية في الجسم العربي، ينقسم الاخوان المسلمون في الاردن، بعد مخاض طويل من جهود الاصلاح والتصويب في نهجهم السياسي، وبعد انتصارات وانتكاسات مروا بها في مصر وغزة وسوريا. حتى اذا وصل الأمر بهم الى الحائط، وجد الاصلاحيون ان عليهم الانسجام مع قانون الاحزاب، للتخلص من هيمنة قيادة متخشبة لا تقبل الحوار مع داخلها او مع محيطها الاردني.. فقدموا طلباً للحكومة بترخيص الجماعة متجاوزين بذلك الاعلان عن تأسيسها برعاية المؤسس الشهيد، او ترخيص مطلع الخمسينات زمن حكومة توفيق ابو الهدى.
ولعل الجماعة لم تكن بحاجة الى ترخيص - بغض النظر عن حالة الانقسام - لولا ظروف المنطقة، وانعكاساتها على الداخل الاردني:
- فالاخوان ليسوا بحاجة لأن يكونوا تابعا تنظيميا لاخوان مصر.. مع ان لا شيء يمنع الروابط الروحية التي تشترك بها كل احزاب المنطقة مع بعضها او مع الاتحاد السوفياتي السابق.
- والاخوان ليسوا بحاجة لأن يكونوا تابعين لحماس الفلسطينية. فالتزامهم بالقضية الفلسطينية لا يختلف عن التزام كل الاردنيين بها. الا اذا ارادوا ان يفرضوا على الاردن – الدولة سلوك وسياسات التنظيم الدولي المصري، او سلوك وسياسات اخوان حماس الفلسطينية. بكل «ديناميكية» التنظيم الانقلابي المسلح، ودويلة غزة وحاجاتها المالية بالقفز من الحضن السوري - الايراني الى الحضن المصري، ومحاولة العودة الى الحضن الايراني او القطري بعد انهيار نظام اخوان مصر.
- القيادة الاخوانية في الاردن تعرف ان الدولة لا يمكن ان تحالف حماس على حساب السلطة الوطنية. او العكس ولأن الاردن لا «يسمح» لنفسه بتدمير حركة التحرر الفلسطيني في لعبة التقسيم التي تسلى بها العرب في صراعاتهم. ونحن لا نتصور ان يكون اخوان الاردن جزءا من مقاتلي «النصرة» او جيش الاسلام في سوريا، او جزءا من المقاتلين الارهاربيين في شمال سيناء!
- لقد اثارت تصريحات أحد قادة الاخوان لدى فوز منظمة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية من ان جماعته مستعدة لتسلم الحكم هنا في الاردن قلنا وقتها هي زلة لسان لرجل ما يزال يعتقد انه غير اردني رغم انه كان عضوا في المجلس التشريعي لسلطة الحكم الذاتي الاداري!.
- لا نعرف كيف سيكون شكل انقسام الاخوان في الاردن، لكننا نعرف انه مؤذٍ ومحزن!.
الراي