-1-
يقول محفوظ في إحدى رواياته أنه لا يوجد شيء اسمه حب، هناك فقط اعتياد، ويقول عبد القدوس ان الحب حاصل جمع لقاء اثنين في لحظة ضعف!
أعتقد أن الحب إضافة لما تفضل به الروائيان الكريمان، هو نوع من العبودية المختارة، التي يفرضها المرء على نفسه طواعية في لحظة غيبوبة!
-2-
في حضرة الغياب، يحضر الإبداع! وتتفتح ينابيع الفكر، أنت تكتب شعرا لحبيبتك، ما دمتما بعيدين عن بعضكما البعض، حتى إذا تزوجتما، جفت ينابيع الشعر، وحلت محلها ضمم الملوخية، وربطات الخبز، وفوط الأطفال!
والأخطر حينما تبدأ في البحث عن «غياب» جديد!
-3-
تلك القشعريرة التي تسري في الروح قبل الجسد، لا يمكن أن تكون خديعة، اتبع حدسك، نداءك الداخلي، وامض ولو إلى حتفك ! كم هم بؤساء من يجدون «ملاذا» ويُحْجِمون عن الدخول إليه!
-4-
ثمة مساحة ما في حياة بعضنا، كقطعة أرض مهجورة، يزهد بها أصحابها، لكنها تحلو في أعينهم حينما يزرعها غيرهم، وتطرح ثمرا شهيا!
-5-
عند انتصاف الليل، يشتعل الصهيل في دم الشاعر، ويعدو، كوعل جائع في برية قاحلة، فيبدأ بمغازلة البلاغة، ويستجدي الاستعارات، وحينما يخونه التعبير، وتموت الكلمات على أعتاب النص، يحمّل الليل مسؤولية هذيانه، وفشله الذريع في تقطير شغفه، وتحويله إلى قصيدة، في الهزيع الأخير من الليل، ومع هذا، فإن مسامرة الليل الصامتة، التي تمتد أحيانا حتى مطلع الفجر، تزيل ضجيج النهار، وترقق القلب، وتصفي الذهن، وتلهم القلم!
-6-
كان يرتدي معطفا ثقيلا، وينتعل حذاء يصل إلى منتصف عنقه، قبل أن يذهب إلى فراشه، على سبيل الاستعداد للأحلام الموحلة!
-7-
صداع نصفي ..
قال لي، وهو يمسك رأسه بكلتا كفيه: أعاني من «صداع نصفي الآخر»! بم تنصحني؟
قلت له: أعطها نصفك الثاني واسترح!
-8-
كابوس!
ويحدث كما في قصص الخيال العلمي، تستيقظ فلا تجد يديك، بل نبتت مكانهما كتلة كثة من الأعشاب، وتتفقد قدميك، وإذ بهما محض خشبتين بلا ملامح، أما فمك فقد اختفى تماما، ولم يعد ثمة فم، وما بقي ليس إلا ندبة تحمل ذكرى جرح!
لقد ابقوا لديك عينين تدوران في محجريهما برعب، وأذنين تسمعان طنين العذاب، وقلب، لم يعد فيه مكان للحب!
-9-
أقل الناس سعادة، هم من يبحثون عنها، لا لشيء إلا لأنها شيء لا يُبحث عنه، لأنها ببساطة اللحظة الماثلة الآن! الدستور