مشاعر جياشة صادقة ، عبر عنها الملك في خطابه المتلفز ، في زمن إقليمي غير مسبوق من حيث خطورته وعلى العرب في مشرقهم جميعا ، وهي مشاعر الرائد الذي لا يكذب أهله ، يشير الى المخاطر من جهه، ويؤكد متانة الدولة الاردنية في مواجهة تلك المخاطر من جهة ثانيه ، وشرط ذلك بالضرورة ، هو تمسك الاردنيين جميعا ، بقيمهم ومبادئهم التاريخية التي ميزت الاردن ، وخرجت به سالما غانما من كل المحن والتحديات التي مرت بها الدولة عبر العقود ، وذلك عهد اردني ما بدل الارنيون عنه تبديلا .
جلالة الملك واثق تماما من سلامة مسعى الاردن وتوجهاته ، وهو على يقين من ان المستقبل للاردن ، ومن ان صلابة وحدة الشعب الاردني ، هي الصخرة التي تتحطم عليها سائر المخططات والتطلعات والتحديات التي قد تعاند الاردن ، وهو يدعو الى الإطمئنان تماما ، وعدم السماح لأية ممارسات شاذة وقوى ظلامية وافكار خارجة عن مكنون العقيدة الحقة ، لأن تتسرب لواقعنا النقي ، مثلما يدعو كذلك كل الآباء والامهات والعائلات، لحماية ابنائها من الإنجرار لا قدر الله نحو التطرف ، وهي بحق مهمتنا جميعا بلا تردد .
يملك الملك أن يرفع رأسه عاليا بهذا الشعب الوفي الذي ينتصر للوطن مهما كانت الصعاب والتحديات ، ويملك الملك أن يفخر بهذا الشعب الذي لا يخون الامانة ، ولا يهون امام المخاطر مهما كانت ، ولاعن الهاشميين حداة الركب ، يتحول أو يتبدل كابرا عن كابر ، سيرا على نهج الآباء والاجداد ، وما خانوا ولا هانوا ، ولا من المعركة ولا عنها ، فروا ولا شردوا ابدا ، وإنما علموا الوفاء كيف يكون الوفاء ، وصاغوا بالدم والدمع والالم والجهاد الاصدق ، حروفا لا تصدأ ابدا مهما طال الزمان ، فخورين بقيادتهم الهاشمية الكريمه ، الممتد نسبها المشرف الى أشرف نسب ، يبادلونها الحب بالحب ، والوفاء بالوفاء ، وبهذا وعلى هذا ، صنعوا السر العظيم في صمود الاردن امام هول العاديات ، ورهان العوادي والاشرار .
هذا هو الاردن ، وهؤلاء هم الاردنيون صاحب الجلالة ، تنخاهم تلقاهم ، وبلا تردد او وجل او حتى سؤال ، وهؤلاء هم الاردنيون صاحب الجلاله ، ما ناموا على ضيم ابدا ، ولا رضوا بالحيف ابدا ، عز للجار نار على من جار ، طيبون حتى إنحنى الطيب أمام جباههم ، يؤثرون على انفسهم حتى وأن كان بهم خصاصه ، محبون للارض ، حماة للعرض ، تملك ان تمخر بهم البحر صاحب الجلالة ولا تتردد ، عن الحق يدافعون بنفوس مؤمنة لا لوثة فيها ، أنوفهم شم ، ليس للهوان في شريعتهم وجود ، ولا للغدر في نفوسهم متسع او حتى مجرد تفكير ، يؤثرون المنية على الدنيه ، العز عندهم اغلى من كل مال الدنيا ، يرفعون الرؤوس عاليا كما تريد صاحب التاج ، وليس في تاريخهم هنة يطأطئون دونها الهامات ابدا ، وإنما تاريخ شريف يشرف كثيرا ، وتضحيات شريفة تشرف كثيرا كذلك .
كن على يقين صاحب الجلالة ، ان الاردنيين ومن كل المشارب والاطياف ، مدينة وقرية ومخيما وباديه ، هم في طليعة شعوب الكوكب صدقا ورجولة وتجردا ووفاء وإخلاصا ، وكن على يقين سيد التاج ، ان هذا الشعب الذي توحد في ثانية خلف شهيدنا الكساسبه ، شعب تملك ان تفاخر به الدنيا كلها ، شعب يحبك ، مهما توهم المراهنون واصحاب الهوى والاجندات ، العازفون على مشكلات الفقر والبطالة والعطالة وما شابه من شؤون الحياة الدنيا ، واهمين ان الاردني يمكن ان يتبدل او يخذل تحت وطأة ضغوط الحياه ، وما درى هؤلاء ان الاردنيين قد يجوعون لا قدر الله ، وعن العهد لا يحيدون ، ولا يتبدلون ابدا ابدا ، وهم بحق وليس نفاقا ولا رياء ولا إدعاء ، خير شعوب الارض كافه ، مؤمنون بالله الواحد الأحد جل في علاه ، ومؤمنون بأن أقدارهم اقدار مجد تغيث الملهوف ، وتقري الضيف ، وتجير الجار ، ولا تظلم او تتجبر ، وهم لذلك شعب كريم جدير بالتفاني من أجله ، والسهر علي شؤونه ، وكذلك هم يفعلون .
اللهم أجر بلدنا من كل شر ، اللهم وأهد قومنا سواء السبيل ، اللهم اعزنا بالاسلام العظيم دين الرحمة والتسامح ، ودين الحق للبشرية كافه ، وأرفع اللهم عن بلدنا وشعبنا غائلة الفقر ، وجد علينا بكرمك العظيم وسترك العظيم ، وأرفع اللهم عن أمتنا العربية والاسلامية ظلم الظالمين ومخططات الاعداء الماكرين ، واجعل اللهم بلدنا الاردن الغالي شعبا وقيادة وحكومة وجيشا وأمنا، درة في جبين مشارق الارض ومغاربها ، ووحد شملنا دائما على الخير والبركة يا رب العالمين آمين آمين ، والله من وراء القصد .