الخليج العربي والأردن في خطر عظيم
د. محمد المسفر
03-03-2015 11:18 AM
(1)
لن أصاب بالملل من ترديد عبارات الخليج العربي في خطر داهم وأن الشرور تحيط به من كل اتجاه وأن داخلة السياسي والاجتماعي مصاب بأمراض بعضها مزمنة والبعض الآخر حديث ومع الأسف لا أحد يسمع ما نقول ولو أنهم سمعوا ما قلنا في عامي 1991، 2003 لما أصبح حال أمتنا اليوم يبعث بالأسى والحسرة على ما فرطنا ولكن لا ينفع الندم.
اليوم نصرخ بأعلى الأصوات الخليج في خطر مخيف.
(2)
أبدأ من اليمن المجال الحيوي لدول مجلس التعاون الخليجي أصبح يمنين بالمعنى السياسي بعد أن كان دولة واحدة، شماله وعاصمته صنعاء قد سيطر عليها جماعة الحوثي ومناصرة جند علي عبدالله صالح الرئيس السابق لليمن بقوة السلاح وغزارة المال السياسي.
وتمدد الحوثيون في معظم أرجاء اليمن الشمالي، وراحوا يسومون كل من عارضهم سوء العذاب على كل الصعد.
لقد هدموا منازل ومؤسسات تعليمية ودور عبادة وقتلوا واعتقلوا وشتتوا شمل أسر عريقة ولم يردعهم رادع أخلاقي أو غيرة وطنية.
اليوم راح الحوثيون، وفي غفلة خليجية مطلقة، يتمددون خارج الحدود ليرسخوا علاقاتهم بالخارج بعد أن اطمأنوا على واقعهم وسلطانهم في شمال اليمن فهذه وفودهم تتساعى نحو مصر عبر السفارات أو الوفود الرسمية كما يزعمون، ويلحق بهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح فيرسل وفدا إلى القاهرة برئاسة الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام السيد عارف الزوكا للاجتماع بالقيادات المصرية للتنسيق في الشأن اليمني في قادم الأيام في الوقت ذاته أرسل علي عبدالله صالح وفدا آخر إلى موسكو برئاسة نائب رئيس الإدارة السياسية في الحزب السيد مجيب الأنسي، في الوقت الذي كان في موسكو وفدا آخر من جماعة الحوثي برئاسة رئيس المكتب السياسي لجماعة “أنصار الله“ ومحمد النعيمي القيادي في حزب الحق، وهناك سباق بين الحوثي وعلي عبدالله صالح نحو طهران المتربصة بدول مجلس التعاون الخليجي.
والنتائج الأولية على نجاح هذه الاتصالات بين الانقلابيين في صنعاء وإيران توقيع اتفاق مع الحكومة الإيرانية تجيز حق إيران في تسيير رحلات جوية بواقع 14 رحلة أسبوعية وفي رواية أخرى 28 رحلة جوية قد بدأ تنفيذ ذلك الاتفاق من تاريخ أمس الأول أي تاريخ توقيع العقد، والسؤال الذي يطرح هنا ما هي العلاقات السياحية الدينية وغيرها التي تربط إيران باليمن في هذا التاريخ وما هو مستوى التبادل التجاري بين البلدين أنها تكاد تكون صفرا.
إن الطائرات الإيرانية التي ستحط في مطار صنعاء أو غيره من المطارات التي يسيطر عليها الحوثيون لن تنقل سوى السلاح المتطور وبعيد المدى الذي يصل مداه إلى أعماق المملكة العربية السعودية وسيكون سلاحا رادعا كما هو حال السلاح الذي يمتلكه حزب الله في جنوب لبنان، وأن البشر الذين سيكونون على تلك الطائرات الإيرانية المتجهة نحو اليمن سيكونون من المرتزقة الشيعة الذين تجندهم إيران من الباكستان وجنوب شرق آسيا وإيران وبعض دول شرق أوروبا التي تدين بالمذهب الشيعي وغيرهم من المرتزقة كما تفعل في سورية اليوم وكما تفعل في العراق.
إن التباطوء الخليجي لاتخاذ التدابير اللازمة لعدم تمكين الانقلابيين في صنعاء من الاستقواء بالمال والسلاح والمرتزقة من الخارج ستكون النظم السياسية الخليجية في خطر ونذكر قادتنا الميامين بتباطئهم في اتخاذ التدابير الرادعة في العراق إلى جانب المقاومة الباسلة في الأعوام التي تلت عام 2003 أن العراق سلم “فيلا مفروشة“ لإيران لا ينازعها منازع، وكما هو الحال في سورية وتجاهلكم للمقاومة في جنوب لبنان منذ السبعينات من القرن الماضي وحتى اليوم جعل إيران القوة المهيمنة على سورية ولبنان.
فاحذروا قبل فوات الأوان في اليمن.
(3)
إن الأردن وضعه لا يقل خطورة عن وضع الخليج العربي ففي شماله - درعا - السورية تجري على أرضها معارك حامية الوطيس يقودها قيادات عسكرية إيرانية وجندها يتكونون من المرتزقة الشيعة القادمين من خارج الحدود وغيرهم إلى جانب حزب الله والمليشيات الإيرانية والعراقية وقد تحقق هذه القوات انتصارات لا سمح الله الأمر الذي لا جدال فيه سيؤثر على امن وسلامة واستقلال الأردن الشقيق.
وفي غرب الأردن - الأنبار - العراق تدور على أرضه معارك دامية بين ما يسمى “ داعش “ والجيش العراقي المكون من الحشد الشيعي الطائفي الذي شكله نوري المالكي عندما كان رئيس وزراء العراق وأحزاب طائفية أخرى إلى جانب قطاعات عسكرية إيرانية يقودها قاسم سليماني أحد أبرز القيادات الإيرانية الحاكمة في العراق، وذا تمت سيطرة هذه القوى على الأنبار التي تقع على الحدود الشرقية للعراق فإن الأوضاع في الأردن لن تكون في مأمن.
نستطع القول أن الأردن الشقيق سيكون في دائرة الخطر إيران وأنصارها على حدودها الشمالية مع سورية وكذلك على حدودها الشرقية مع العراق وفي الغرب إسرائيل.
(4)
نعلم أن الجيش الأردني الباسل وبمؤازرة الشعب الأردني الشجاع سيتصدون لكل معارك تحاك على حدودهم للنيل من وطنهم. لكن ذلك لا يكفي نريد موقفا خليجيا شجاعا يشد أزر الأردن الشقيق، لا نريد الخلافات الخليجية - الخليجية تنعكس على الأردن الشقيق اجعلوا خلافاتكم بعيدا عنه.
إن الأردن السند والمعين لكم في ساحات الوغى بلا منة ولا ترفع.
الشعب الأردني الشقيق وجيشه الباسل وقيادته الهاشمية جزاء منا ينتمون إلى الأنساب العربية الأصيلة.
أن وحدة عسكرية واقتصادية مع الأردن ضرورة قومية وحاجة خليجية ماسة.
أن إمدادكم للأردن الشقيق بالوقود (الغاز والبترول ومشتقاته) بأسعار ميسرة أو في شكل معونات اقتصادية مباشرة أمر يجعل الشعب الأردني الشقيق أكثر عطاء في رد الجميل وليس كغيره من الشعوب التي ما زال قادتها يقولون “ فلوس الخليجيين زي الرز “ وذلك تعبير على الكثرة ويعملون لابتزاز هذه الدول التي حباها الله بالخير الوفير.
آخر القول: إيران تحيط بكم من كل جهة جغرافية ومن الداخل في شكل خلايا نائمة فاحذروا واعزموا أمركم يا أهل الخليج في إنقاذ اليمن قبل أن يستفحل الأمر. الشرق القطرية