التعديل الحكومي .. وقفازات من الحرير
د. صبري ربيحات
02-03-2015 07:30 PM
في التعديل الذي اجرته الحكومة على نفسها في الربع ساعة الاخير استمرار للنهج ومحسنات لن تبدل الكثير...فقد اضيف الى صفوف الحكومة شابتين في الصناعة والاتصالات ليعطيا الانطباع بان كل ما سيتم من رفع ودفع سيكون بايدي ناعمة بعد ان نجحنا في الامن الناعم والاحتواء الناعم والدبلوماسية الناعمة.
في التعديل هناك نائبين للرئيس احدهما سيتولى شدشدة وتجميل البيروقراطية وخدماتها والثاني قد يعمل على فتح الطريق لخبيري الطاقة والتخطيط الذين سيتوليا تقنية وادارة الدعم المحتمل والقائم.
التعليم العالي قضية كبرى فقد جاء رئيس احدى الجامعات التطبيقية لعله ينجح في نقل تجربة الجامعة الالمانية في مزاوجة التعليم مع التدريب والدفع باتجاه ملائمة المخرجات لحاجة السوق.
السياحة اعيد لها استقلاليتها بعودة وزيرها السابق فالقطاع يترنح تحت ضغوط الضرائب وقلة الاقبال وشكاوى المستثمرين من ضعف التسهيلات وغياب حساسية الحكومة لاحتياجاته الملحة.
في اجواء اليأس الذي تجتاح بعض القوى في مجلس النواب والناجم عن فقد المجلس لقدرته على التأثير او حتى المجاهرة في التعبير خوفا من ان يقال بأن الاعتراض في مثل هذا الظرف يشكل خروجا عن الخط العام وانشغال الجميع في ملفات اقليمية ومحلية متعددة فان الكثير من المراقبين يستقبلون التعديل بفتور غير مسبوق باعتباره استحقاق جرى الحديث مطولا عنه.
وياتي بعد ان اقرت الموازنة واستعداد البلاد للدخول في مرحلة جديدة من التنسيق والتعاون التي ترسم ملامحها بعيدا عن الدوار الرابع....الحكومة الحالية بتعديلاتها واعضائها المحترمين سيبقوا منشغلين في الثانوية العامة واللامركزية ومتابعة تقلبات اسعار النفط وانعكاسه على الكهرباء ...فيما تبقى السياسات الكبرى وحركة القوات والدخول في احلاف اقليمية ودولية شأن يتولى ادارته مطبخ السياسات.
الكثير من الاردنيون يحمدون الله أن الاخطار التي تئن تحتها شعوب العالم العربي لا زالت بعيدة عنا وهم على استعداد لتقبل اية حكومة باية تركيبة ومهما كانت اجنداتها...فالاولوية للامن وهم على ثقة بان الجيش والاجهزة الامنية قادرين على مواجهة هذه التحديات.
اطيب الاماني للوزراء الجدد ولنواب الرئيس وكوكبة النساء اللواتي يدرن قطاعاتنا الناعمة بكفاءة واقتدار.