إن أي جهد يبذل في أي مكان في العالم العربي وغيره لتدعيش الإخوان المسلمين هو جهد في الاتجاه الخاطئ والخطير ، ولعل الساحة المصرية تشهد شيئاً من هذا ، ولا بد من التنبيه على ذلك ، فالإخوان كحركة مصرية وإسلامية وفق أدبياتها ونشأتها إنما هي حركة إصلاحية تعتمد الوسائل القانونية فهي كما جاء في رسائلها حركة صوفية وسلفية واجتماعية وتربوية ورياضية وخيرية وسياسية وغير ذلك مما طلبه الإسلام هي كل ذلك ولا تنفرد بواحدة من هذه النشاطات من هنا قال البنا لسنا حزباً سياسياً محدود الأهداف .
إن داعش ذات الظهور المريب بعيدة عن توجهات الإخوان فكل الدلائل العقلية والوثائقية تؤكد أنها حركة تم اصطناعها لتوتير المنطقة ولتشويه صورة الإسلام عبر الممارسات التي تمارسها باسمه والإسلام منها براء ولعسكرة المنطقة وتخويف الأنظمة ولبيع السلاح وزرع الطائفية وتدمير البنى التحتية ومن ثم نهب خيراتها تحت بند إعادة الإعمار والأخطر تقسيم المنطقة وصناعة خرائط جديدة .
الإخوان الذين عرفناهم يريدون النهضة لأمتهم ووحدتها وهيبتها واستقلالها ، لكن أخشى ما أخشاه هو جر الإخوان إلى الساحة الداعشية وعندها لن نكون أمام ساحة واحدة بل ربما ساحات داعشية ، فقد جر الظلم في العهد الناصري أعداداً من الإخوان للاتجاه الخاطئ فظهرت جماعة التكفير والهجرة والجماعة الاسلامية وتخرجت شخصيات من الإخوان اعتبرت النهج الإخواني نهجاً تقليدياً غير مفيد ورحل الظاهري الى الافغان وكان منه ما كان .
المسؤولية تقع على الدول وتقع على الإخوان فليتحمل كل مسؤوليته لأن الخسارة لن تكون في جهة واحدة بل ستقع على الجميع .