عمون - ورد توضيح من د. محمد بركات الطراونه الاستاذ في كلية البترا للسياحة والآثار/ جامعة الحسين بن طلال.


الاستاذ رئيس تحرير صحيفة عمون الالكترونية المحترم

تحية طيبة وبعد,

ورد في صحيفتكم اليوم مقالة بعنوان "الكرك : هل سيوظف كهف لوط لخدمة السياحة الدينية" للاستاذ محمد الخوالدة وقد ورد في هذه المقالة معلومة توراتية خاطئة ومسيئة لسيدنا لوط عليه السلام وهي أن مؤاب وعمون ابناء لسيدنا لوط عليه السلام.

وهذا كلام غير صحيح حيث تدعي التوراة المحرفة في سفر التكوين (تكوين 19- 30 الى 37) أن سيدنا لوط عليه السلام لجأ الى كهف مع ابنتيه عندما تعرض قومه للخسف والعذاب وأنه "على ذمة كتبة التوراة" قد زنا بابنتيه وانجبتا منه "ابن عمي" ابو العمونيين و"ماب" أبو المؤابيين. وهذا كلام باطل وغير صحيح لأن قوم سيدنا لوط عليه السلام عوقبوا باشد انواع العذاب لارتكابهم الفاحشة فهل يعقل أن يرتكب نبي من أنبياء الله تعالى فاحشة اكبر من ذلك بالزنا بابنتيه خلال نفس مشهد عذاب قومه!!

وهذا الادعاء الخطير من كتبة التوراة الصهاينة جاء تشويها للعمونيين والمؤابيين لأنهم حاربوا بني اسرائيل واذلوهم لفترات طويلة خلال فترة القضاة وبعد ذلك وما نقش ميشع بن كيموش الا خير دليل على هذه الحروب.

ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد مصدر اثري على وجه الارض يذكر هذا الكلام الا التوراة المحرفة ولا يوجد ما يثبت ارتباط سيدنا لوط عليه السلام بهذا الكهف تحديدا وما يوجد من بقايا اثرية في الكهف وامامه تعود الى الفترة البيزنطية. أما خسف قوم سيدنا لوط عليه السلام المذكور في القران الكريم فيوجد دليل اثري عليه وهو مقابر "سدوم وعمورة" قرى قوم سيدنا لوط على الجانب الشرقي للبحر الميت وهذه المقابر موجودة في باب الذراع والنقع وتحتوي ما يزيد على 40 الف قبر تقريبا فيها مئات الآف الجثث من العصور البرونزية ولا توجد مدينة كبيرة بالقرب من المقابر يمكن

أن تكون خلفت هذا العدد الهائل من الهياكل حيث تم خسف القرى وبقيت المقابر دليل هذه المعجزة.
علما بأنني تواصلت مع موقعكم وطلب مني التواصل مع السيد الخوالدة وقد قمت بذلك وارسلت له هذا الكلام راجيا أن يصحح هذا الخطأ حتى لا نروج لمعلومات خطيرة ومسيئة لانبياء الله تعالى لكن لم يعدل شيئ في المقال, راجيا تعديل المقال والمعلومات التاريخية المغلوطة حتى لا نروج لفكر مسموم ومغرض.

واقبلوا فائق التحية والاحترام

د. محمد بركات الطراونه
كلية البترا للسياحة والآثار
جامعة الحسين بن طلال