منذ أيام , وأنا أتابع ما يحدث في الجامعة الأردنية ,وأشعر بالقلق ...
القصة باختصار هي قيام مجموعة من الطلبة بإطلاق تحذيرات , لطالبات الجامعة وتهديدهن بتصويرهن , في حال جلوسهن مع طلاب ...بدافع منع الرذيلة , ونشر الاخلاق ...
والغريب , أن التحذيرات التي أطلقت كانت مكتوبة , بلغة ركيكة تنم عن سخف وغباء , وتنم عن انحدار وعدم احترام لخصوصية الناس ...
حين تفتتح السعودية جامعة مختلطة , وهي الدولة التي ما زالت تعتبر دستورها هو القران الكريم ...وينظر جزء كبير من المجتمع السعودي للأمر على أنه مواكبة للتطور , يمارس مجموعة من الطلبة لدينا التخلف بأبشع صوره ...
وحين تكون جامعات طهران , مكانا مهما للمعارضة , ويدخل الطلبة المحاضرات ويجلسون بجانب بعضهم وتتحلل بعض الطالبات من اللباس المتزمت ..ويخرج الطلبة عن قيود الثورة الإسلامية , يحاول مجموعة من طلبتنا إعادتنا إلى عهد الجاهلية الأولى .
حتى جامعات مصر التي تعتبر , حواضن مهمه لتفريخ الإخوان ..والتي إنطلقت منها مظاهرات عارمة لتأيدهم , لم تمارس هذا السلوك ولم تهدد علمانيا أو إشتراكيا أو ناصريا ...
السؤال الذي أود طرحه , من هم هؤلاء ..هل يوجد تنظيم خلفهم , وكيف أطلقوا هذه الدعوة , ومن نصبهم أوصياء على الأخلاق ؟ .
قبل شهرين , خرجت صبية من الجامعة الأردنية وكنا نعتقد أنها طالبة وتبين فيما بعد أنها أستاذة , في تفسير القرآن ..وتحمل دكتوراة من كلية الشريعة , وألقت كلمة أمام جلالة الملك في إحتفال ديني بالمركز الثقافي الملكي ...وأذهلت جميع الحضور لبلاغة خطابها ونظرتها للدين ..وهي الدكتورة نداء الزقزوق , وكانت تمثل السماحة والإعتدال , بلباسها وشكلها , وبلاغتها ...وقدمت صورة مهمة للجامعة الأردنية وللمرأة في مجتمعنا أيضا .
فهل ننقلب على كل إنجازات الجامعة الأردنية , بالعودة لأسلوب (طالبان) وتجريم الناس , وفضح علاقاتهم , والإعتداء على الخصوصية ...
بما أن الصفحات التي كتبت ودعت , لتصوير الطالبات ..معروفة , ومعروف أصحابها , فمن المنطقي جدا أن تتم ملاحقة هؤلاء الناس قانونيا ليس بتهمة التعدي على الخصوصية ولكن بتهمة تفسيخ المجتمع , ومحاولة تغير وجهه ....
أنا أثق بإدارة الدكتور خليف الطراونه , وما أطلبه هو تقديم من أطلقوا هذه الدعوات للقضاء وفصلهم من الجامعة , فورا ليس لأنهم أطلقوا الدعوة ولكن لكونهم أسسوا قاعدة , خطيرة في تفسيخ المجتمع ..وإذا مر الأمر عاديا فسيتجرأ غيرهم على التطاول .
الجامعة الأردنية بحاجة لوقفة , ليس من طلبتها بل من نخب المجتمع الإعلامية والسياسية والثقافية , وقفة رفض لهذا السلوك الطالباني , المستبد ....كي يعرف من يحاول الإعتداء على خصوصية المجتمع , أن مجتمعنا المتسامح الطيب سيرفضه . الراي