الامير الحسن : الاندماج الاجتماعي وليس التعايش
28-02-2015 03:00 PM
عمون - (بترا)-رامي البشتاوي- ركز اللقاء التشاوري الذي نظمته الهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية لعدد من الوزارات والمؤسسات والمنظمات الدولية الفاعلة المعنية بقضية اللاجئين يوم الخميس الماضي على الوضع الإنساني والقضايا ذات العلاقة بالإستقرار الإجتماعي للاجئين السوريين.
وستعمل الهيئة الخيرية على تبني دعوة سمو الامير الحسن بن طلال الذي ترأس اللقاء على التواصل مع المنظمات الدولية من خلال سلسلة إجتماعات وإختيار متطوعين من قادة هذه المنظمات لكتابة ورقة تناقش المواضيع الرئيسة مثل الصحة والبيئة والشراكة والمياه والتعليم وذلك لعمل مناعة إندماجية للمجتمع المتداخل على ان تتم هذه اللقاءات بحضوره.
الامير الحسن تحدث عن عدة مواضيع تتعلق بالإستقرار الإجتماعي والعمل الإنساني ومن أهمها ان تحقيق الأمن بمفهومه العام يكمن بوجود أمل داخلي في المستقبل حيث اكد ان الجهد المبذول في العمل الإنساني وأثره على تطوير الإنسانية لا يقاس بالكمية بل بالنوعية وأن الموضوع الأهم في هذا السياق ليس التعايش بل الإندماج الإجتماعي.
ولفت الى أن المشروع الأردني يتأثر بالمؤثرات ومن أهمها السكانية بالاضافة الى اهمية العناية بتغذية الروح وليس التغذية المادية فقط وإحترام كرامة الإنسان بإعتبارها من أهم سلم الأولويات في الحياة.
وقال سموه خلال اللقاء الذي شاركت فيه مديرية شؤون اللاجئين السوريين، ووزارت المياه والري, والخارجية وشؤون المغتربين والتخطيط والتعاون الدولي، وهيئة الاغاثة الاسلامية عبرالعالم, ومنظمة انقاذ الطفل الدولية, يونيسف , وورد فيجن , والحملة الوطنية السعودية, الدولي, والجمعية الأرتوذكسية المسيحية العالمية, والمجلس النرويجي للاجئين , اوتشا , والهيئة الطبية العالمية , ومنظمة الغذاء العالمي , والمجلس الدنماركي للاجئين , منظمة كير , ومنظمة الرحمة , اننا بحاجة لتطوير قاعدة البيانات عن المناطق التي يتواجد فيها المستفيدون من مواطنين ومهجرين بكافة أشكالهم من خلال الإطار الإنساني.
وفي ذات السياق دعا الى ضرورة وجود معلومة إحصائية دقيقة لكي نحصي مقدار السعادة الإنسانية أو ما يسمى بالرفاه الإجتماعي لكي لا تطغى حالة القلق على المنطقة العربية والتي تعتبر سوقا كبيرا للمسكنات ومضادات الإكتئاب وكذلك العمل على إستبدال الإبتسامة المزيفة بإبتسامة حقيقية نابعة من الداخل.
وشدد سموه على ضرورة الإهتمام بالطب الوقائي حيث ان الأمراض التي تصيب المجتمع لا تميز بين مواطن أو اللاجئ مؤكدا أن هناك ضغطا على البنية التحية في المجتمع نتيجة التزايد المطرد بعدد السكان بالاضافة الى الضغط الشديد على الخدمات الصحية بالأردن .
وأشار الى وجوب التعامل مع الأخر في إطار إنساني لا يميز بين الحالات لاننا كلنا عرب ومن الواجب علينا الإعتماد في التعامل على نهج ومؤشرات علمية ناجعة مثل مؤشري السعادة والفقر حيث أن أول بند من بنود الميثاق الاجتماعي العربي العربي هو الدعوة إلى حظر التمييز بين العربي والعربي بما فيهم أصحاب الإعاقات متمنيا حضور عدد من اللاجئين في اللقاءات القادمة للسماع منهم مباشرة .
وقال كعرب علينا العمل على التفكير الابداعي لاننا حاليا بأمس الحاجة لإعادة إحياء النهضة العربية التي كانت بداياتها في القرن التاسع عشر مؤكدا حاجتنا إلى عقد إجتماعي عربي في هذا الاطار.
وذكر سموه ان الزكاة هي الركن الخامس من اركان الاسلام وأن كل لاجىء له الحق فيها لأنه يعتبر بالإسلام أبن سبيل مستشهدا بالتجربة السودانية الناجحة بتعليم آلاف الطلاب السودانيين من أموال الزكاة لتلقي العلم في الخارج حاثا سموه على عالمية الزكاة.
من جهته قال امين عام الهيئة الخيرية ايمن المفلح ان هذا اللقاء ياتي ضمن عدة لقاءات ستعقدها الهيئة مستقبلا مع كافة الجهات المعنية بحقوق اللاجئين على الاراضي الاردنية لوضع اطر واضحة ورسم سياسات محترفة ضمن العمل الانساني المتقدم مشيرا الى الجاهزية والكفاءة العالية لدى الهيئة والتي اكتسبتها على مدى السنوات الطويلة السابقة بالتعامل مع كافة الظروف الانسانية والاستثنائية في هذا المجال سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي.
واضاف ان جميع المؤسسات والهيئات المعنية بقضية اللاجئين تقوم باعمال رائدة ساهمت بشكل كبير بالحد والتخفيف من معاناتهم من خلال تقديم المساعدات الانسانية لهم والبرامج التاهيلية والتوعوية التي عملت بشكل كبير على تجاوز العديد من المشاكل والصعوبات التي واجهتهم.