facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




المخطط أميركي صهيوني وإفشاله بيد طهران وانقره


شحاده أبو بقر
27-02-2015 03:03 AM

نملك جميعا الحق في الحيرة إزاء فهم اسباب ومبررات الدمار الذي يشهده عالمنا العربي والاسلامي حاليا ، وتتعدد بيننا التفسيرات والتكهنات ، حول من يدفع بهذا الاتجاه ، ولمصلحة من يجري تمزيق عالمنا العربي وتدمير جيوشنا ومقدراتنا وإعادة اقطارنا الواحد تلو الآخر ، الى عصور التخلف والظلام والضعف والهوان ، ونختلف ونتفق في التفسير ، وهذا ايضا امر مبرر في ظل تسارع الدمار وتعدد ادواته وأختلاط الامور على نحو يصعب فهمه احيانا .

واقع الحال يقول لمن يريد ان يتفكر ما يلي
١ بدأت الخطة التنفيذية للمؤامرة الكبرى وباسلوب ماكر مدروس بعنايه ، مع بدايات الحرب العراقية الايرانية عام ١٩٨٠ ، فقد رأت الولايات المتحدة الاميركية وإسرائيل ، ان تلك الحرب فرصة ذهبية لا تعوض ، لضمان تدمير جيشين مطلوب تدميرهما ، وتحطيم بلدين يمكن ان يصبحا قوة عظمى تشكل مصدر تهديد لإسرائيل وللمصالح الاميركية في وقت غير بعيد ، ولبلوغ هذا الهدف ، تبنت واشنطن إدامة الحرب لثماني سنوات ظنت انها كافية لإنهاك البلدين معا ولعشرات السنين ، ولا ننسى ان الحرب كانت فرصة لاسرائيل لتدمير المفاعل النووي العراقي .

٢. ظهر العراق بعد الحرب بمظهر المنتصر واكثر قوه ، ولهذا كان لا بد من ضربه من جديد ، ومن اجل هذا زينوا له إحتلال الكويت ، ولم يتركوا اية فرصة للحل العربي الذي تبناه الراحل الملك الحسين الذي كان يدرك المخطط وعواقبه على العرب جميعا ، وسارعوا الى حشد الجيوش وبالغوا في تحطيم العراق تاركين جيشه في الكويت ، لينسحب تحت القصف بعد ما حل بالعراق من دمار .
٣. لم يركع العراق ، ولذا كان لا بد من حرب جديدة ضده بذريعة اسلحة الدمار الشامل التي ثبت انها غير موجوده ، مستفيدين من حالة العداء الناشئة بين العراق وايران جراء حربهما السابقه ، ليتم تحطيم العراق من جديد ، وتسريح جيشه ، وتغذية الفتنة الطائفية بين اوساط شعبه الواحد والى يومنا هذا .

٤ فكروا من جديد بإيران ، ومضت سنوات والعالم كله يحبس انفاسه ، بإنتظار لحظة إنطلاق الصواريخ والطائرات صوب أيران ، والمبرر البرنامج النووي الايراني ، وإمكانية إمتلاك ايران للقنبلة النووية التي تهدد من وجهة نظرهم في حينه ، إسرائيل والمصالح الاميركية والغربية عموما .
٥ اعادوا في واشنطن تحديدا دراسة الامر جيدا ، ووجدوا ان الشعوب الاميركية والاوروبية عموما ، لم تعد تحبذ إرسال الجيوش مجددا الى المنطقه ، مع ما يترتب على ذلك من كلف باهظة فى الاموال والارواح والمقدرات ، وبدأوا البحث عن بدائل تزيل الخطر النووي الايراني ، واستقر الرأي على تجريب التفاوض ، خاصة بعد التطورات التي شهدتها ايران على الصعيد السياسي الداخلي ، وشرعوا في ذلك وما زالوا ، وسط تردد وانتقاد إسرائيلي ، فإسرائيل تريد حلا عسكريا على نحو ما جرى في العراق وإفغانستان .

٦ في مسار سياسي مواز للتفاوض ، عملوا بدهاء على تعميق الخلاف العربي الايراني ، وإستثمروا حالة الفتنة الطائفية التي نمت بعد حربهم الاخيرة على العراق ، وامعنوا في تعميق الخلافات العربية الايرانية على أسس مذهبيه ، ولم يعودوا يكترثون كما كانوا من قبل بالتدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية العربية ، لا بل غضوا الطرف وشجعوا ايران باساليب جهنمية على المزيد ، والهدف هو اشغال الطرفين وتحويل الخلاف بينهما الى عداء يصل حد الصدام ، على نحو ما يجري في العراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين ، ولاحقا في مواقع اخرى .

٧. فاجأهم الربيع العربي ، لكنهم استوعبوا الصدمة بدهاء ، وحولوا الربيع الى نعمة لهم ، والى نقمة على العرب والمسلمين شعوبا وحكومات ، وعدلوا عن مهاجمة سوريه ، وتخلوا عما يسمونه مبادئ وقيم الحرية والعدالة وحقوق الانسان ، وشجعوا نشوء الحركات القتالية العربية والاسلاميه ، وسعدوا كثيرا بأن جعلوا منها حركات تقتل العرب والمسلمين دون سواهم ، وتسهم في إدامة التناحر والاقتتال ، بين العرب والعرب داخل اوطانهم ، بكل ما يخلفه ذلك من دمار للجيوش والمقدرات وتشريد للشعوب ، وماذا يريدون اكثر من ذلك ، فما كانوا يخططون له بسلاحهم واموالهم ، بات يتحقق وباكثر مما يتمنون ، وبسلاح العرب واموال العرب ودماء وارواح العرب انفسهم .

٨ وها هم ينقلون المعارك والدمار الى ليبيا واليمن ، ويعملون على توريط جيوش عربية اخرى ، في حروب تنهك قوتها ، وقوة اقطارها ، وتكفل لهم بقاء العرب في حالة حروب داخلية مستعرة لن تنطفئ ، الا بعد ان تضمن عودة اقطارهم كافة الى حياة القرون الوسطى ضعفا وتمزقا وهوانا ، وبمايمكن معه إتخاذ ما يريدون من قرارات التقسيم والتجزئة وفعل كل ما يريدون بيسر تام .

٩ انهم باختصار ً يضحكون. ً على العرب وعلى ايران معا ، وحتى تركيا ، فهم لا يأمنون جانب العرب والمسلمين ، ولهذا هم يمارسون سياسات الدهاء والمكر لتنفيذ كل ما يريدون ، دون ان يكلفهم ذلك قطرة دم واحده ، وهم لذلك يمازحون داعش واخواتها ، ويريدون لها ان تتمدد ، ويريدون لايران ان تبالغ في طموحها الاقليمي ، وفي اللحظة المناسبة وأظنهم حددوا لها ساعة الصفر بعد ثلاث سنوات ، اي العام ٢٠١٧ ، سيكون العرب غير عرب اليوم ، وستكون ايران غير إيران اليوم ، وفي المقابل ستكون إسرائيل غير إسرائيل اليوم ، ولكن على النحو الذي تخطط وتريد .
١٠. يطول الحديث بشأن هذا المخطط الماكر الذي يطلعون رموز الحركة الصهيونية عليه ، ربما بإستثناء نتنياهو المتعجل من أمره ، والذي يطالب بضرب إيران الآن ، ولهذا يريدون تغييره ، خاصة وان اوباما قال للتو ما مفاده ، ان نتنياهو لا يصلح للمراحل القادمه .

١١. بإختصار ، لو ان ايران تدرك اللعبة جيدا هي وكثير من العرب ، لكان حال المنطقة غير ما هو عليه ، ولفشل المخطط الذي يستهدف الجميع ، العرب وإيران وحتى تركيا ، فلو كان هناك حد ادنى من التفاهم بين هذه الاطراف الثلاثه ، العرب وإيران وتركيا ، لتمكنوا من تحديد مصير المنطقة والاقليم كله ، ومصير إسرائيل كذلك ، ولو أدركت ايران وتركيا كبلدين جارين مسلمين ، ان مصالحهما طال الزمان ام قصر هي مع العرب ولا احد غير العرب ، لتغير وجه الزمان في هذا الجزء الحيوي الاستراتيجي من الكوكب ، ولكانت الغلبة لهم معا ودونما قتال، ولجاءتهم واشنطن ومن معهها تخطب ودهم ورضاهم ، ولعاشت شعوبهم الرخاء كسائر شعوب الارض وافضل ، ولما بقي هناك ارض محتلة ومقدسات مغتصبة ، ولما تجرأ احد لا على ايران ولا على العرب ولا على تركيا ، هذا ليس مستحيلا ولا يتطلب معجزه ، ومفتاحه موجود في طهران وانقره ، قبل ان يكون موجودا في عواصم العرب الذين حاولوا المستحيل ، للتقرب الى هاتين العاصمتين المسلمتين ، ولكن دون جدوى حتى الآن ، والله من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :