نعيش في هذه الأيام الذكرى السابعة و الخمسون للوحدة بين مصر و سوريا و في دولة واحدة هي ( الجمهورية العربية المتحدة ) و قد جرى اتفاق الوحدة هذا بين الرئيسين جمال عبد الناصر رئيس مصر ، والرئيس شكري القوتلي رئيس سوريا ، وبمباركة واسعة وغير مسبوقة من الشعبين المصري والسوري وجميع الشعوب العربية.
والملفت أن هذه الذكرى لأول وحدة عربية في العصر الحديث بين قطرين عربيين الأول في آسيا والثاني في إفريقيا تمر في هذه الأيام دون احتفالات لإنشغال القطرين المصري والسوري في قضايا داخلية نتمنى ان تنتهي بسلام ولمصلحة الشعبين والأمة العربية كلها .
لا داع للدخول في هذه اللحظة التاريخية عن الأسباب التي أدت الى الإنفصال و بعد ثلاث سنوات من عمر الوحدة القصير و إن كان لا بد من التذكير أن هذه الوحدة لم تكن قسرية بغلبة قطر على قطر آخر أو حاكم على أقطار أخرى و كما جرى في كثير من التجارب الوحدوية الأوروبية في إيطاليا و ألمانيا وروسيا و غيرهم حيث سالت دماء و هدمت وأحرقت فيها كثير من المدن والبلدات الكبيرة والصغيرة.
في ذكرى الوحدة و قيام الجمهورية العربية المتحدة و بعد أكثر من نصف قرن من قيامها , لا بد من الطرح مجدداً شعار : ( الوحدة العربية هي الحل ) ، وما حدث لنا منذ بدايات هذا القرن من فرقة و تخلف و إحتلال لعدد من الأقطار العربية وما يحدث لارضنا وشعوبنا العربية من شرذمه وقتل وتشريد ودمار... سببه غياب هذه الوحدة ، وحدة التراب و الإنسان العربي في وطن واحد كباقي شعوب العالم كايطاليا وفرنسا وروسيا واليابان وفيتنام والصين وغيرها .
فلو بقيت الجمهورية العربية المتحدة حتى العام 1967 لما حدثت النكسة و ما جرى فيها من احتلال إسرائيل للقدس و الضفة الغربية و الجولان و سيناء ،و لما كان العدوان الأول و الثاني على العراق و لما جرى هذا العدوان اليومي على لبنان و على أقطار عربية أخرى .
كثير من الفرص ضاعت على أمتنا العربية لنكون في ركب الدول المتحررة و المتقدمة و « دولة الوحدة» هي أهم الفرص الضائعة حتى الآن ..!!
Odeha_odeha@yahoo.com