facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حكم العسكر .. قراءة تاريخية ومستقبلية في أوراق السلطة والثورة


25-02-2015 12:33 PM

عمون- عن دار البيروني في عمان صدر مؤخرا كتاب "حكم العسكر.. التكوين التاريخي والطبقي (تجربة مصر)" للكاتب الصحفي سامح المحاريق ليرصد رحلة تاريخية مضت في صورة هرمية لتتبع البدايات التاريخية لتكون العسكر بوصفهم طبقة مستقلة، أو طبقة ذات خصوصية معينة في المجتمع الإنساني، ماضيا إلى تتبع تطور طبقة العسكر في التاريخ الإسلامي، ليتخذ مسارا أكثر تركيزا على الوضع في مصر الذي شهد تصاعدا لهذه الطبقة وكثافة في حضورها على المشهد المصري منذ العصر المملوكي، والذي يصف المحاريق مصر خلاله ببستان العسكر.
يتابع الكاتب تطور الجيش المصري منذ عصر محمد علي، وذلك بعد وقفة مطولة أمام اكتشاف المصريين، ومعهم المشرق العربي، لواقع التأخر الحضاري مع الحملة الفرنسية، ويضع المحاريق القارئ في إطار الصورة العامة لمكونات المجتمع المصري في هذه المرحلة، والتطلعات التي تحملها كل فئة اجتماعية، ومدى قدرة الجيش المصري الذي تأسس مع محمد علي، وأخذ يتطور بصورة متأرجحة ومتباينة في المراحل التالية، على تلبية هذه التطلعات، ويفسر أسباب تقبل المجتمع المصري للإنقلاب العسكري الناصري واعتباره ثورة، ويربط ذلك بالخلفيات الاجتماعية للضباط الأحرار، ويصف الكاتب لحظة جمال عبد الناصر في التاريخ المصري على النحو التالي:

((عبد الناصر ليس سوى كلمة سر أخرى في فهم شخصية مصر، الفتى القادم من الجنوب، يحمل في داخله التناقض بين القيم المنزلية التي يحملها موظف البريد السيد عبد الناصر حسين، وبين قيم المدينة الكوكبية / الكوزموبوليتانية التي نشأ فيها، والانتماء إلى الصعيد لا يعني التعلق بجماعة بشرية مستقلة عرقيا، أو حتى استنادا قبليا عميقا، وإنما يعني ببساطة الإنتماء إلى العالم المنسي بجدبه وفقره، فباستثناء طريق الأربعين الصحراوي الذي تسلكه القوافل القادمة من السودان، فالصعيد لا يتقاطع مع طرق التجارة الحيوية في الشمال، كما أنه لم يكن يشهد كثافة في الإنتاج الصناعي (الحرفي)، وبقيت أنظمته المعيشية قائمة على الزراعة، وفي نظام إقطاعي لم يكن ذلك كافيا لخلق حراك اقتصادي أو اجتماعي على قدر من الأهمية والتاثير. ))

ويصف المحاريق الظروف الموضوعية التي مكنت العسكر من فرض مشروعهم وتغييب الديمقراطية عن الساحة المصرية، وذلك من خلال النمط القيادي الذي فرضه عبد الناصر، وجرى تشجيعه عليه من قبل الجماهير المندفعة تحت وطأة الكاريزما والدعاية الإعلامية:

((بدأت تظهر في مصر طبقة جديدة من الضباط، وهي طبقة أخذت دورا واسعا على أساس ثقة عبد الناصر، وليس كفاءتها الشخصية، وكان يفترض لهذه الطبقة أن تمثل الطليعة التي تنتقل بالشعب المصري إلى مرحلة من التقدم الكمي والنوعي الذي يصلح لتأسيس الدولة الحديثة، وساعد هذه الطبقة في السيطرة على مجموعة من المفاصل المهمة في الدولة، ومنها إدارات الحكم المحلي مثل المحافظات، ووسائل الإعلام أيضا، مجموعة من العوامل من أهمها، غياب القيادات البيروقراطية من المصريين، وهشاشة الطبقة الأكاديمية، وعملية الاقصاء التي نفذها الضباط الأحرار تجاه الفاعلين السياسيين من الأحزاب السابقة على الثورة))

ضمن متتالية من الأسئلة والإجابات الافتراضية المفتوحة يتابع المحاريق مسيرة حكم العسكر بتنويعاته الناصرية والساداتية والمباركية وصولا إلى لحظة الثورة في 25 يناير، ويحاول توصيف أسباب فشل الثورة في النهوض بمجتمع مدني حقيقي لوقوعها بين ثنائية الإخوان والعسكر بوصفهم الفريقين المتأهبين لانتشال ما تبقى من الدولة المصرية التي انكشفت عن هشاشة وضعف بعد سنوات من تفشي الفساد في عصر مبارك، وإذا كان المحاريق يدين الإخوان بصورة صريحة ومباشرة، فإنه في المقابل، لا يعطي الحكم العسكري ثقة كاملة ويتشكك في قدرته على إحداث التغيير في مصر وأي موقع آخر في العالم العربي متسائلا:

((هل يمكن للسيسي مثلا، بوصفه النموذج الذي طرحه البحث، أن يتخلى عن عقليته العسكرية، وأن يتحول إلى قائد تحول مدني كبير، وكبير صفة للتحول وليس للقائد، وهل يسمح له الفريق العسكري بأداء هذه المهمة، أم أن السيسي، وغيره من الجنرالات الذين سيظهرون عاجلا أم آجلا، في دول الربيع، وربما غيرها، سيتولون مرحلة جديدة من التزلج على الفراغ في الدائرة الملعونة التي تجعل المجتمعات العربية مضطرة للتعايش مع جميع أمراض النخبة والسلطة القائمة.))
وبجانب محاولة استشراف المستقبل يبدو الكاتب قلقا من الإزاحات الفكرية الكبيرة التي رافقت الثورة، وأعادت بعضا من أسئلة الهوية المصرية إلى مربعها الأول، وهو ما يتبدى كثيرا في الخطاب الإعلامي المصري، ولكن المحاريق يراهن على حتمية صعود العامل العروبي في الثقافة المصرية على حساب الدعاوى الإقليمية والإنعزالية التي بدأت تجد لها أصداء واسعة لدى بعض النخب المؤثرة في مصر، مؤكدا أن ((مصر ليست اليوم في امتحان مصر المصريين في مواجهة مصر العرب، إنما هي بين مفترق طرقات بين الإندثار تحت ركام تصورات تاريخية (فرعونية) لن تبلغها في أفضل الأحوال ما تشكله اليونان اليوم بالنسبة إلى أوروبا، أو أن تتقدم لقيادة العالم العربي والإسلامي، وأن تستعيد لحظة الحداثة والريادة المسروقة في زمن محمد علي، فمصر لا يمكن أن تكون مثل كوريا أو اليابان، كما يعتقد البعض، لأنها في وسط العالم، سيدة على طرقات كثيرة وخطيرة، ودروب صعبة ووعرة، لا يمكن أن ينسى العالم، أو أن يتناسى، مصر ليمنحها فرصة للنضوج والتطور المتزن. هذه مسألة غير واردة على الأقل لمائتي عام قادمة حيث يمكن بعد ذلك أن تغير التحولات المناخية الأوزان النسبية للمواقع الجغرافية والاستراتيجية.))





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :