في الأخبار أن 281 امرأة قتلن العام الماضي بيد رجال العالم. وفي التقرير الصادر عن وحدة حماية المرأة في اللجنة الوطنية لشؤون المرأة للأعوام 2013-2014 أن العنف الاسري لازال يتصدّرشكاوى العنف ضد المرأة،ويبدو كذلك أن البطل الرئيسي للتقارير السنويّة هو الزوج بحيث يحصل كل مرة على النسبة الأعلى من الأشخاص المعنِّفين.
المعنَّفات المشتكيات هنّ عادة سيدات في الفئة العمرية من أربعة وثلاثين إلى خمسة وأربعين، أغلبهن حاصلات على التعليم الثانوي فقط. بينما تقل حالات الشكوى بارتفاع التعليم وبارتفاع قدرة المرأة الاقتصادية، وهذا دليل بأن التمكين، الأكاديمي والاقتصادي والقانوني، يساعد المرأة بشكل كبير على تخطي الأزمات ومواجهة العنف الذي قد تتعرّض له.
يلاحظ كذلك أن الشكاوى تم استقبال معظمها عبر خط المساعدة المجّاني،إذ لا زال الحاجز الاجتماعي والنفسي لا يمكن كسره، فهي خائفة وتشعر بالتهديد، وتجد في حديثها عبر الهاتف خصوصية أكبر ووسيلة أكثر أمنا من اللقاء الشخصي بالمختصين.وأنوه هنا أن «الرأي» تنشر، منذ سنوات، رقم خط المساعدة المجاني لمكتب شكاوى المرأة ضمن قائمة الهواتف الضرورية لأهمية الخدمات التي يقدمها المكتب بسرية تامة.
اللافت في التقرير لهذا العام أن مكتب شكاوى المرأة استقبل منذ صدور التعليمات الخاصة بمنح المزايا لأبناء الأردنيات المتزوجات من أجانب خمسين شكوى تتعلق بالصعوبات والتحديات التي واجهتها سيدات متزوجات من أجانب خلال التقدم للحصول على المزايا، ما يشير إلى المشاكل والصعوبات التي لا زالت تعاني منها المتزوجات بغير أردني وضرورة مخاطبة الجهات المعنية لتذليلها، إذ يكفي ماعانينه لسنوات طويلة.
ويذكر التقرير أن أعلى نسبة مشتكيات هن من العاصمة عمّان مرجعاً ذلك إلى القرب الجغرافي من المشتكيات في العاصمة ويَنصح بالمزيد من حملات التوعية في المحافظات للتعرف أكثر على خدماته، بينما يذكر التقرير نقطه برأيي هي أكثر أهمية من الأسباب السابقة:الخوف من الافصاح والتوجه للحلول العشائية. وقناعتي أن ذلك هوالسبب الرئيسي وعائد، بالدرجة الأولى، للسلوك الأكثر محافظة للأفراد في المحافظات بخاصة في محافظات الجنوب، حيث لا تجرؤ كثير من المعنّفات على البوح والتبليغ عن العنف، بخاصة عندما يكون الزوج هو مصدر هذا العنف.
إذن، العنف الأسري لا زال يحرز الجائزة الأولى لأكثر من خمس سنوات ماضية، والزّوج يحصد أوسكار أفضل معنِّف..فمتى ينتهي ذلك كله؟، لا يبدو أن ذلك سيحصل إن استمرت النساء بالصّمت في مواجهة الأذى الواقع عليهن، ومادمنا لم نبلغ يوماً سنّ احترام المرأة. الرأي