رغم معاناة الشعب اللبناني الشقيق المعذب ، والمكتوي بنارالطائفية المتأصلة في سرطنة الجياة السياسية منذ الإستقلال عن فرنسا، جراء السير في ركب الطائفية البغيضة والمحاصصة المقيتة ،الأمر الذي أخرج لبنان المحبة من إطاره الإنساني المتمثل في التحضر والتقدم والإنفتاح ،ووضع لبنان في إطار مقيت مغلف بالطائفية والمحاصصة ، وأدى ذلك أيضا إلى إشعال النيران في هذا البلد الذي نعتبره قبلتنا السياسية وملاذنا الثوري ،وتم تحويله بسبب ذلك إلى ركام وحطام طارد لأهله ولمحبيه، ورغم كل ما جرى فيه ، نجد من يصر على تقمص دور الغربان والبوم ويواصل النعيق في أجواء هذا البلد الجريح لتسميم جروحه أكثر.
هذه الفترة يمر لبنان العزيز بمرحلة سياسية حرجة ،تجاوزت عملية التشويه إلى مرحلة الشلل السياسي والإجتماعي والإقتصادي ، بسبب تفشيل اللبنانيين ،وليس فشلهم في إختيار رئيس شرعي للبنان ، ينهي مرحلة الفراغ الدستوري ،ويعيد هذا البلد إلى منظومة الحكم الشرعي رغم وجود الطائفية.
الآن نجد في لبنان بعد خلو كرسي بعبدا من وجود رئيس منتخب ، 24 رئيسا ،و24 رئيس وزراء و24 وزيرا ، وهذا بحد ذاته مخالف لقواعد اللعبة الطائفية التي كنا نتمى لو أن لبنان تخلص منها.
قلنا أنه جرى تفشيل الشعب اللبناني من خلال مؤسساته الدستورية في إنتخاب رئيس شرعي للبنان ،وإن إستجاب ذلك لقواعد اللعبة الطائفية ، وهذا الأمر لم يأت من خلل في عقلية اللبنانيين ، بل بسبب إستباحة البترو- دولار للبنان ،والتدخل حتى العظم في شئونه الداخلية ، وتحديد شكل وإطار الحياة السياسية فيه ،وفقا لمصالح البعض ،حتى أنه أصبح من السهل بمكان تحديد من سيكون رئيسا للبنان، عبر ضخ خمسة ملاين دولار لإعلامين لبنانيين يقتاتون من كرامة بلدهم ودم شعبهم.
مؤخرا شهدنا حملة إعلامية لبنانية ظالمة و شعواء على فخامة الرئيس المقبل المقاوم الجنرال ميشيل عون ، وهؤلاء الإعلاميون معروفون بولاءاتهم الخارجية، وكان هذا الهجوم غير مسبوق ، لأنه كان أشبه بالأوكازيون ، من يكتب يقبض ، و"على أونه وعلى دويه"،علما ولمن لا يعرف أن الرئيس عون عروبي مسيحي يليق به جدا أن يصبح سيد قصر بعبدا وسيد لبنان ، كي تبقى جذوة المقاومة مشتعلة وأن يتم تفعيلها أكثر .
كما يليق بفخامة الرئيس عون أن يكون رئيسا لكل اللبنانين بكافة مكوناتهم السياسية والإجتماعية ، لأنه سيسير حتما على نسق فخامة الرئيس السابق المقاوم إميل لحود ، الذي كان بحق الرئيس المقاوم بإمتياز ، وسجل له التاريخ صفحات ناصعة البياض ،وبماء الذهب ، أنه كان الرئيس المنشود ليس للشعب اللبناني فقط ، بل لكل محبي الحرية والعدالة والمقاومة.
لم تكن هجمة الإعلاميين اللبنانين عفوية على فخامة الرئيس ميشيل عون ، بل كانت هجمة مدروسة ومخططا لها ومستندة إلى فعل إستخباري يعجز كبار الصحفيين عن فتح أول صفحة منه ،وقد كانت مطعمة بالحقد الأسود ،لأنها فتحت ملفات لقاءاته السابقة في مرحلة سوداء غابرة بالإسرائيليين وكذلك بالفرنسيين ،وكأن من قام بتمويل هذه الحملة بعيد عن الأجندة الإسرائيلية والأجنبية على حد سواء.
لبنان في هذه المرحلة بحاجة إلى رئيس مقاوم مثل الرئيس ميشيل عون الذي غلب المصلحة اللبنانية العليا في تحالفاته ولم يتقوقع في إطار طائفته ،كما أن لبنان بحاجة أيضا لرفع الضغوطات البترو-دولارية عنه ليلتقط أنفاسه ، ويقرر شعبه نمط الحياة الذي يريد ، وتكون منسجمة مع دور لبنان العروبي والقومي عل وعسى أن يخرج سالما معافى من مطبات التدخل الخارجي .
كان الأجدر بالجميع أن يضغط بإتجاه إنتخاب رئيس لبناني مقاوم ، لكن يبدو أن هناك من لا يرغب برؤية سنبلة قمح واحدة على بيدر "الزيوان".