عمون- يعجبني إصرار أمين عمان عقل بلتاجي على تنفيذ مشروع باص التردد السريع , الذي كان وسمه بشبهة فساد كفيلا بتعطيله تمهيدا لإلغائه , شأنه في ذلك شأن مشاريع كثيرة واجهت ذات المصير , لنكتشف فيما بعد أن تقاطع مصالح من هنا وهناك هي المعطل لمعظم المشاريع.
كنا قد إنتظرنا كثيرا حتى إستمعنا الى من واجه الكم الهائل من اللغط حول مشروع الباص السريع بالحسم « لا توجد أي شبهة فساد في مشروع الباص السريع « التصريح كان لأمين عمان عقل بلتاجي بعد قليل على تسلمه مهام الأمانة , فالأمانة كما قال بانتظار قرار
كم سننتظر من الوقت كي يتحلى مسؤولون آخرون بذات الجرأة ليدفعوا الشبهات عن مشاريع معطلة لذات الأسباب , وقد كنا مررنا بحابل ونابل نخر مؤسساتنا فكل المشاريع في الأردن أصبحت مثيرة للجدل , ما نفذ وما هو قيد الدراسة وما قد تنجبه الأفكار !.
هل أبالغ في هذا التوصيف ؟.. , دلوني على مشروع واحد لم يفلت من النقد اللاذع ومن التشكيك أو حتى من الاتهام , وأستطيع أن أعدد وتستطيع الذاكرة أن توثق بدءا ببرنامج الخصخصة , العبدلي , دابوق , الباص السريع , السكك , سرايا العقبة , أيلة , الغاز , الصخر الزيتي , المشروع النووي وأخيرا إتفاقيات الغاز.
ومرة أخرى لا ندعي أن تولي رجال أعمال من القطاع الخاص المسؤولية في القطاع العام كان خطأ , الخطأ كان في بعض من تولى المسؤولية , عندما يخلطون بين طموحاتهم كرجال أعمال وبين المصلحة العامة , عبر تكييف القوانين وبعض القرارات الاقتصادية لمصالح خاصة , وتعطيل ومماطلة إستثمارات يفضلونها لأنفسهم «على طريقة لماذا هو وليس أنا !! « وهو ما كان الملك قد أشار اليه صراحة في لقاءاته المتعددة مع المسؤولين في القطاعين العام والخاص.
يمكن لمحفزات الإستثمار أن تصبح عوامل طرد مثل رفض مشروع بحجة تحديد مواقع جغرافية للاستثمار بحجة تنمية الأطراف دون تأهيل هذه الأطراف , وهي في واقع الحال صواب أريد به باطل , لكن الإبداع هو في إبتكار وسائل جديدة لطرد المستثمرين كتعبير حاد عن معاداة رأس المال والغيرة أحيانا والخوف من المنافسة وكأن السوق حكر للبعض دون الآخرين , وهو فيما يعني تشجيع النظر الى المستثمر نظرة شك وهو ما يكفل أن تكون كل الإجراءات المتخذة تضييقية مثل تعطيل المعاملات وضياعها وبالتالي وضع المستثمرين في سلة واحدة هي سلة الإتهام بالفساد وإستغلال مقدرات وثروات الدولة.
سبق لمسؤولين أن رفضوا مشاريع تجارية وصناعية بحجة إشباع السوق والمنافسة غير العادلة هي اليوم من علامات النجاح , وسبق لمسؤولين أن مرروا مشاريع لأسباب غير إقتصادية هي اليوم من علامات الفشل.

"الراي"


qadmaniisam@yahoo.com