أمر لافت للإنتباه ، إصرار الولايات المتحدة على إعتماد مدة ثلاث سنوات ، في كل أمر يتعلق بتنظيم ً داعش ً ، فقبل عدة شهور وعند بداية توجه العالم نحو مواجهة هذا التنظيم ، قالت الولايات المتحدة رسميا ، إن الحرب على داعش ، ستستغرق ثلاث سنوات ، ويوم امس وقعت الولايات المتحدة مذكرة إتفاق مع تركيا لتدريب خمسة عشر الف عراقيا ، ولكن على مدى ثلاث سنوات لمحاربة داعش ، وبواقع خمسة آلاف متدرب كل سنه ، وفي مقدورها لو أرادت تدريبهم خلال بضعة شهور ، لكنها تصر على ثلاث سنوات .
لماذا ثلاث سنوات مثلا وفي الحالتين ، وهل مطلوب من هذا التنظيم ان يواصل جرائمه مدة ثلاث سنوات تنتهي بعدها مهمته التي قام او أقيم من أجلها ، وما هو السر الكامن وراء مدة تستمر لثلاث سنوات ، وما هي الظروف المؤمل أنجازها خلال السنوات الثلاث ، خاصة وأن الناس جميعا يدركون ان الولايات المتحدة لو أرادت تصفية قوة هذا التنظيم خلال شهر واحد او شهرين على الابعد ، لما أعياها ذلك ابدا .
ثمة سر او مخطط يقف وراء هذا العدد من السنوات ، وهو سر سيبدأ بالأنكشاف تدريجيا ، خاصة بعد ظهور مصير المفاوضات الاميركية الغربية مع إيران حول برنامجها النووي ، فإذا ما أظهر الاتفاق المنتظر بين الطرفين بين فصوله رقم ثلاث سنوات ، وبأي صيغة كانت ، فلا بد وأن يكون لذلك صلة ما ، بإصرار واشنطن على ً ثلاث سنوات ً ، كلما تعلق الامر بتنظيم داعش الإجرامي ، والذي يأخذ على عاتقة مهمة تشويه صورة الإسلام العظيمة ، وبالذات المسلمون السنيون .
مشكلة العرب السنة أنهم مشتتون بلا مرجعية عقدية من جهه ، وبلا مشروع سياسي إستراتيجي يحدد رؤيتهم للمستقبل ، من جهة ثانيه ، فيما يملك الآخرون مشروعاتهم الأستراتيجية التي لم تعد تخفى على أي مراقب ، فألآخرون مهاجمون ينفذون طموحهم تباعا ، والعرب او بعضهم مدافعون ضد مشروعات يرون رأي العين ، أنها تأخذ طريقا بيسر نحو تمزيقهم إلى أعراب متناحرين ، ومعضلتهم ، أن ضالين مضلين من بني دينهم وجلدتهم ومذهبهم ، هم من يتطوعون وبإسم الدين لإيصال العرب الى هذا الحال المزري ، ويجدون من يمهد لهم الطريق نحو هذا الهدف جهار نهارا ويمدهم بالمال والسلاح والعتاد والإعلام وسوى ذلك ، لتمكينهم من البقاء ونهش اجساد العرب ، وألإساءة لعقيدتهم العظمى .
أخيرا ، موضوع الثلاث سنوات ، ليس عبثيا ابدا ، ولا شك يخفي خلفه سرا لن يبقى سرا الى ما لا نهايه ، وستتكشف فصوله تباعا لكل مجتهد يربط مجريات الاحداث بعضها ببعض ، ليخرج منها بنتيجة مؤداها ، أن لواشنطن ومن معها، مصلحة تتحقق على مدى ثلاث سنوات ، وبعدها لن يكون هناك داعش وربما كثير غيرها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله الواحد الأحد ، خالق الكون ومدبر أمره ، وهو جلت قدرته من وراء القصد .