facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الواقع الافتراضي ولعبة المونوبولي


رندا حبيب
17-04-2008 03:00 AM

كنت يوما أمارس إحدى المهام البشرية، تلك هي مهمة التسوق فيما يعرف بالسوبرماركت.

كان المكان مكتظا نوعا ما، الأرفف مليئة ببضائع شتى مما أعرف وما لا اعرف. تنقلت بين تلك الأرفف لأنتقي حاجاتي، وكان من بعض الصدف أن تزامن تنقلي بين تلك الأصناف من البضائع بنفس وتيرة مسيرة وتنقل سيدة تحاول أن تظهر بمظهر أنيق بصحبة صغيرها.

كانت السيدة تتشاور مع الصغير الذي كانت تسميه "سوسو" فكانت تسأل "سوسو" إن كان يفضل شرب عصير الجريب فروت أم عصير البرتقال، ثم سألته قائلة: "سوسو بتحب نجيب أفوكادو للسلطة ولا هليون" واستمرت على هذا المنوال تشاوره وتأخذ رأيه في معظم الأركان.

الحق إنني في البداية أعجبت بهذا التدريب المبكر لسوسو في مسألة الديمقراطية والمشاركة في قرارات العائلة والأهم هو التدريب على القدرة على اتخاذ القرار في هذه السن المبكرة. فنظرت إلى سوسو بحب، وبعاطفة الأمومة تأملت وجهه النضر محاولة أن أحتفظ في مخيلتي بصورته، وقلت في نفسي لعلي انظر إلى وجه أحد قادتنا المستقبليين، سوسو يتعلم الديمقراطية والمشاركة في اتخاذ القرار منذ الآن على يدي سيدة تسعى كما يبدو لتطوير تربية الأطفال، فكما نعلم أن العلم في الصغر كالنقش في الحجر.

ولكن سرعان ما أصر سوسو على دفع عربة التسوق، فصدم قدمي بشدة، وعندما حاول احد العمال منعه، بدأ سوسو بالصراخ ورفس ما حوله بقدمه الصغيرة. وأسرع مبتعدا مغتبطا كأنه يقود سيارة، واستمر يصدم أقدام المتسوقين ويؤلمهم تحت أنظار الوالدة العزيزة التي لم تحرك ساكنا لردعه.

هربت تجاه الصندوق لأدفع ثمن ما ابتعت محاولة النجاة من صدمات سوسو، ويبدو أن احد الاشخاص سارع للهروب من الصغير للأسباب نفسها فوقف أمامي بالصف والتفت الي وقال: "الله يعدَينا شر سوسو لما يكبر ويوخذ رخصة سواقة".

شعرت بالضيق ووقفت أنتظر دوري، لكن سرعان ما تركت عربة مشترياتي ووليت هاربة لا ألوي على شيء، عندما سمعت أم سوسو تسأله إن كان يرغب في شراء "لعبة مونوبولي" جديدة له بدل تلك التي اهترأت وأصبحت قديمة من كثرة ما لعب بها سوسو وأصحابه.

سمعت الرجل الذي كان يقف أمامي وهو يتجاوزني مهرولاً يقول: "الله يجيرنا من سوسو وأصحابه لما يصيروا يلعبوا المونوبولي على أرض الواقع".

الغد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :