facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




في حضرة الثلج


أ.د. أمل نصير
21-02-2015 08:16 PM

يغيب الزمان في حضن الزمان، والضباب الأبيض يتهادى وهذا المزج البديع بين بياض السهول والجبال والأشجار... نور على نور، وجمال بديع ما بعده جمال، والحروف تداعب حبات المطر المتساقطة على نوافذ البيت العتيق...توقظ الذكريات تلو الذكريات، والعين تعانق البعيد، وتوقد الزيت من جديد... وما زال الثلج يزين الساحات.

من شقوق الزمن أنظر اتأمل سحر وطني الفريد وسهوله الممتدة أمام ناظري، وعباءات الفرح بموسم ثري تدثرنا وتدفئنا، وما تكتنزه من خيرات الربيع القادم زهورا ملونة، وحشائش بديعة، ولارا تقطف بعضها وتشمها... وتبتسم وتنادي: تعالي ياجنى... جنى الحبيبة لا جنى العاصفة.

الثلج يغسل البشر، ومن منا لا يحتاج إلى الغسل من آثار الكذب والنفاق، والسياسة والحروب، وآكلي السحت الذين تركوا الأطفال في غزة وسوريا والعراق ... دونما دفء رغم آبار النفط وحقول الغاز...

وسهول حوران أدهشها البياض بعدما غرق نصفها لسنوات بالأحمر القاني، وأطفال وشيوخ سوريا أُشبعوا قصفا وجوعا وبردا... وقوافل الغرقى في قوارب الموت في البحار الغريبة ترتجف بردا وألما.

في غزة ودوما وبريقا وعرسال والزعتري... الثلج ليس كأي ثلج آخر، وكذا في كل منفى، لاجئون غارقون، يتنفسون البرد، ويلتحفون الريح، ويكرهون الساسة....

في عرسال والزعتري.. للثلج طعم آخر، ولون آخر، ورعشة أخرى، ولكنهم ما زالوا يأملون: في ذات ثلج سنعود إلى الوطن...

وأما القلب، فيرتل لكل الحزانى والثكالى: الثلج هو رسالة السماء، فأحيكوا الدعاء في حضرة الثلج، وابشروا برحمة الله تدثركم من البرد والوجع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :