حكاية لطلاب الصف الرابع ابتدائي
هاني العزيزي
16-04-2008 03:00 AM
رغم صغر مساحة الأرض ، وقلة عدد سكانه ، إلا أن التنوع الجغرافي صفة مميزة للأردن ، فمعالم سطح الأرض متنوعة ، وأحوال المناخ متنوعة ، وغير ذلك من الجوانب الطبيعية ، كما تتنوع منابت وأصول السكان لتشكل لوحة جميلة أطلق عليها " الفسيفساء الأردنية " تحمل التنوع السكاني الكبير .
قد يكون لـلفرد " س" الفضل على الفرد " ص" و لـ " ع " على " ك " ، لكني أؤمن أن لا فضل لمنبت على آخر ، أو لأصل على آخر الجميع يعمل ، والجميع يعتز بوطنه ، لا أحد يجلس دون حراك ، يعيله آخر . وإن تواترت حكايات على سوء تصرف من أحد الأفراد من هنا أو هناك فهو عمل فردي ليتكفل بمعالجته القضاء ، إن عجز الحكماء القيام بذلك .
ونظرا لإمعان نفر منتمن لمنبت معين في إدعاء التفضل على منبت آخر تحديدا دون غيره من المنابت والأصول في " الفسيفساء الأردنية " بسبب ضيق محدودية أفق هذا النفر أسوق حكاية لطلاب الصف الرابع الابتدائي لعلها تجد طريقها إلى بعض العقول .
كان يا ما كان في قديم الزمان ، رجل اسمه " محمود " يسكن بيتا ملاصقا لجاره ونسيبه وقريبه " مسعود " وكانت المودة والمصاهرة والمصالح تجمعهما . وفي يوم نحس احتل " غريب " معظم بيت " محمود " وتم لاحقا الاتفاق بين " محمود " وجاره الحبيب " مسعود " على توحيد ما تبقى من بيت الأول مع بيت الثاني حفاظا عليه من أطماع غريب . وتعاهد " مسعود " و" محمود " على أن يكون لأفراد عائلتيهما نفس الحقوق والواجبات بالتساوي في البيت الموحد ، وتم توثيق ذلك بين الرجلين . مرت السنون سريعا ، وفي يوم أسود الظلمة تمكن " غريب " من الاستيلاء على الجزء المتبقي مما كان يشار إليه ببيت " محمود " ، وكان أن ارتحل الكثير من عائلة " محمود " إلى جهات أخرى من البيت الموحد ، أي إلى ما كان يشــــــــــار إليه ببيت " مسعود " .
تحمّل الجميع وبلا استثناء تبعات الظروف الجديدة ، وعانى الجميع أيضا من الضغط على الموارد والخدمات ، وتكفلت الروابط التاريخية والجغرافية والاجتماعية والاقتصادية وعهود الوحدة باستمرار المسيرة ، لكن بعض الأفراد من العائلتين لم يحسنوا التعامل مع المتغيرات والأحداث الجديدة ، وكان من أهم جوانب الخلاف ما أثاره نفر من الأفراد المنحدرين من صلب " مسعود " ، فقد نسوا أو تناسوا أن ما تم بين العائلتين لم يكن مساعدة من طرف لآخر ، وليس بمنة أو إحسان ، بل هو نتيجة ومتطلب أساسي لوحدة بمعنى الكلمة بين العائلتين ، ولو حدث العكس وأغتصب " غريب " آخر بيت " مسعود " أو بعضا منه ، لكان من واجب " محمود " أن يفي بمتطلبات وحدته معه .
ما تم كان وحدة اندماجية تامة ضمنها دستور وقوانين ومجالس منتخبة ، وليس استضافة قوامها 3 ليال وثلث ، وما زاد عليها ضرب من الكرم . أما فك الارتباط فهو قرار اتخذته الحكومة بناء على طلب وإلحاح جهات بعينها ، وليس بناء على استفتاء شعبي يشمل أبناء وحفدة " محمود " و " مسعود " .
تحية لكل أردني من شتى المنابت والأصول ، وتحية لمن يؤمن بما آمن به القادة العظام من مساواة وعدل وإخاء.
haniazizi@yahoo.com