.. ولماذا السكوت عن جرائم داعش الشيعية؟!
رجا طلب
20-02-2015 08:38 PM
ليست مصادفة على الإطلاق أن يتم تجاهل الجرائم والمجازر التي ترتكبها قوات الحشد الشعبي الشيعية في العراق بحق العراقيين السنة في ديالى ومحافظة صلاح الدين، وأطراف كركوك في قرى بلد والحويجة والمقدادية وبراونة وبيجي، والعديد من أحياء بغداد في الكرخ، وهي أعمال وصفتها المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بأنها جرائم حرب، فهل هي مؤامرة أم ماذا؟
نعم خطر داعش كبير للغاية، ولكن هل محاربة داعش تبرر أن يدفع المدنيون العزل من أبناء السنة بالعراق الثمن مرتين: مرة على يد داعش الذي "يكفرهم" ويرتكب بحقهم المجازر والقتل والتنكيل، ومرة علي يد ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية التي تقتلهم وتنكل بهم وبأعراضهم بسبب تهمة واحدة، وهي أنهم سُنة. هل هناك ظلم وقهر وذل أكبر من هذا؟
لم يعد من الأخلاق أن نسكت، نحن أصحاب الأقلام والفكر والإعلام وكذلك رجال السياسة والدين، عن هذا الواقع الأليم في العراق، الذي امتد مؤخراً إلى سوريا، حيث تشارك قوات الحشد الطائفي في قتل المدنيين العزل في سوريا لكونهم من أبناء الطائفة السنية.. نعم الحرب على داعش "مقدسة"، لكنها تصبح "ملعونة" إن كانت قائمة على رذيلتين كبيرتين أو جريمتين وهما :
الأولى: الحرب على أساس طائفي أي أنها حرب شيعية ضد إرهابيين سُنة .
والثانية: أن يكون وقود الحرب هم المدنيون العزل الذين لا ناقة لهم فيها ولا جمل .
إن فتوى آية الله السيستاني المسماة بـ "الجهاد الكفائي"، وتشكيل الحشد الشعبي من مكون واحد، هو المكون الشيعي، كانت بداية الكارثة في انتقال المعركة من شعار "الإرهاب لا دين له"، إلى شعار مضلل وخطير هو مواجهة "الإرهاب السني"، وكانت الكارثة الكبرى في أن قوات هذا الحشد "الجهادي الكفائي" تشكلت من فصائل لها تاريخ طويل في الإرهاب والإجرام، مثل قوات بدر التي يرأسها الإرهابي المعروف هادي العامري الذي أصبح بكل أسف وزيراً في حكومة المالكي، وكان وزيراً للمواصلات يمارس صلاحياته بعقلية زعيم لعصابة (كلنا يذكر كيف أرجع طائرة الخطوط الجوية اللبنانية لأنها اقلعت من مطار بيروت ولم تقل نجله الذي لم ينصاع لنداءات التوجه للطائرة بعد تأخير دام قرابة الربع ساعة) أو عصائب أهل الحق التي أسسها نوري المالكي نفسه، ولواء خراسان الإيراني قلباً وقالباً، وغيرها من المجاميع المليشاوية التي تضم الزعران والقتلة وشذاذ الآفاق، ويشرف عليهم كلهم قاسم سليماني، قائد ما يسمي الحرس الثوري الإيراني .
لم يعد مقبولاً سكوت الدول العربية عن المجازر التي ترتكب بحق العرب السنة في العراق، فالذين إن لم نسارع في إنقاذهم من براثن القهر والطغيان الذي تمارسه عصابات ما يسمى بالحشد الشعبي، سيصبحون رغماً عنهم في صف داعش، إما لحماية أنفسهم، أو للانتقام مما يجرى لهم، وهو أمر في غاية الخطورة لأنه سيخدم الاستراتيجية الإيرانية في إدامة الحرب الطائفية لتطهير العراق من مكونه السني، إما بالقتل أو بإجباره على ترك أرضه والهروب إلى الخارج أو كردستان العراق، وبحكم ميزان القوى، وبحكم أن السنة ليست لديهم ميليشيا أو ميليشيات على غرار البشمركة الكردية والحشد الشعبي وفصائله الشيعية، فإنهم يخوضون معركة نتيجتها الخسارة .
لقد تركنا العراق، وبسبب غباء السياسات الأميركية التي تحالفنا معها، لقمة سائغة وشهية لإيران وأتباعها، ولكن هل علينا القبول بمخطط إيران في تطبيق الفصل الثاني والأخطر من مخطط ابتلاع العراق، ألا وهو عراق بلا مكون سني، تماماً مثلما فعل الشاه إسماعيل الصفوي عندما تسلم حكم ايران، وأعلن ان المذهب الشيعي هو مذهب الدولة، ولم يكتف بذلك فحسب بل قام بفرض "التشيع" على كل العشائر العراقية في جنوبي العراق التي كانت في الأصل سنية .
إن الصفويين الجدد في قم وطهران يخططون لجعل العراق بلداً بلا مكون سني، وهي جريمة أخلاقية ودينية وإنسانية، وإنه آن الأوان للتصدي لها في موازاة التصدي للخوارج وبقايا عسكر هولاكو من "الدواعش" فلا تناقض بين المعركتين على الإطلاق. 24: