السوسنة .. والحب من طرف واحد
فايز الفايز
16-04-2008 03:00 AM
كان فايز يتمشى في حقل القرية حيث وجد زهرة السوسنة السوداء متناهية الروعة .. فتأملها كثيرا ، ثم امتدت يده لها فقطفها ، وقال : سوف أعطيها لحبيبتي " حكيمة " ، كانت حكيمة بنت مدينة الأخ فايز وكانت جميله جدا و "خلوقه" و " معطاءة " وتسمى "الأم اللي تلمّّ" , فذهب فايز ووضعها أمام باب بيت حكيمة لأن بيتها لا يدخله سوى المقربون .
وجدت حكيمة زهرة السوسنة وكانت تعرف تماما إنها من فايز, ولكن حكيمة لم تكن تحبه, وحبه لها تحصيل حاصل ، فقد كانت هائمة بحب "مايكل " شقيق صديقتها حيث كانوا يلتقون في " النادي " كل يوم ، فأخذت الزهرة وذهبت للقاء الأحبة ، وعندما غادرت حكيمة السهرة تركت الزهرة على الطاولة ليأخذها الحبيب "ميكي ".. ولكن الميكي هذا لم يكن يحب حكيمة بل كان متيم بحب "أسمهان " زميلته في "البنك" ، فأخذ الزهرة الجميلة ، ووضعها على مكتب أسومه صباح اليوم التالي ، ولكن أسمهان ، تركت أحضان مايكل ، وعشقت "شادي " الذي تعرفت عليه خلال رحلة استجمام فهو كابتن طيار للطائرة التي استقلتها اسمهان في رحلتها الموفقة، وأوصلها للمنزل حيث يسكن في الشارع المحاذي لمنزلها.
وضعت اسمهان الزهرة على زجاج سيارته " البورش " ليأخذها عند خروجه .
فخرج الطيار شادي مسرعا ليجد الزهرة على زجاج بورشته ، فقال :هذه الزهرة نادرة ، ولا يستأهلها سوى الحبيبة " سوزي " التي كان يعشق طلتها ، وينتظر قدومها كل يوم تدخل مكاتب شركة الطيران .. فما كان منه إلا أن قام عند رؤيتها تهم بالدخول ، ووضع الزهرة على الطاولة في مدخل الشركة ، فرأتها سوزي ولم تعرف لمن هذه الزهرة الجميلة أو من أين جاءت ولا يهمها أصلا أن تعرف ، فأخذتها وقررت فورا أن تهديها الى مفترس قلبها " سعود " ، فقامت "بمنح الزهرة الغالية " له ، وعمنا سعود هذا كان شابا يلعب على حبال الهوى ويقارف مغامراته مع ألف بنت وبنت ، فقرر منذ حصل على الزهرة أن يتبرع بها الى " تالين " التي لم تكن تتكرم عليه ولو بنظرة ، فقام برمي الزهرة أمامها وهي تخرج من " الستار بوكس " .
نظرت تالين الى الزهرة فعرفت قيمتها وقالت سوف أعطيها الى " وسيم" أغلى ما في الدنيا على قلبها ، فوضعتها في " الحقيبة " وكان موعد سوزي قد اقترب في " الديونز " ،وهناك تلاقت القُبل بين الشلة ، فوضعت تالين زهرة السوسنة في " جيب " وسيم ، وبعد ان انتهت السهرة ، عاد وسيم الى دارته مخمورا ، وحينما استيقظ في اليوم التالي ، وجد الزهرة في جيبه ، فطار فرحا بها ، وقرر ان يبادلها مع أعز صديقاته" فرح " ، وكانت فرح من كبار المساهمين والمضاربين في السوق المالي ، فبادل وسيم زهرة السوسنة بطابع بريد ثمين كانت فرح قد وعدته به.
أخذت فرح السوسنة ، ووضعتها في مزهريتها أمام مرآة غرفة نومها الحميم ،ليراها عشاقها من كبار السماسرة ، حتى ذبلت " زهرة الحقل " فقررت أن تتخلص منها عند خروجها من المنزل ، وبالفعل فقد أخذتها في الصباح حين خروجها باتجاه " المطار " حيث إنها قررت مغادرة البلاد بلا رجعة ، وانشغلت بهاتف عمل حتى وصلت الى ما قبل نهاية طريقها باتجاه المطار ، فتذكرت أن ترمي بالزهرة السوسنة الذابلة ، وهذا ما قامت به ، وطارت الزهرة من بين أصابعها لتحط على الرصيف حيث " موقف الباص " وكان صاحبنا " الشيخ فايز " يقف تحت مظلة الموقف مع أقرباءه ينتظرون وصول الحافلة لتقلهم الى عملهم في أحد إستثمارات رجل الأعمال راشد المراشدي ، فتدحرجت زهرة السوسنة عند قدميه ، فطأطأ فايز وتناول الزهرة وعرف إنها زهرته البرية التي منحها لأحب ما في الكون على قلبه ، ثم بكى وبكى واستبكى فبكى من كان بقربه على بكاءه .. وقال أضعتك يوما ، وها هي لعنة خطيئتك تضيع ما بقي لي من كرامة ، ثم حفر لها حفرة صغيرة ودفنها فيها، وأخذ يتأمل ، ولم يستفق من تأمله إلا على صوت سائق مراقب العمل " راجيف " وهو يصرخ عليه : يالله نفر، روح شغل ..
royal430@hotmail.com