تعايش الأديان وانعكاسه على بوصلة المجتمع باتجاه الايجابية
شاكر عليان المشاقبه
20-02-2015 02:08 AM
للناظر بعمق لجغرافية الأديان داخل المجتمع ومساحة كل دين من الأديان السماوية بما يمثله من ايثرات ايجابية تنعكس على قيم المجتمع يلاحظ أن لكل دين مغزى خاص يؤثر بالإيجــــاب بغض النظر عن هوامش مساحة الأخطاء الإنسانية فنحن لسنا ملائكة ولا شياطين و الفطرة الإنسانية أيضا عامل مساعد في نبذ التطرف والفتنة.
بالتماس الدين الإسلامي، الرسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج من ماريا القبطية وهذا دليل قاطع على أن رسولنا الكريم محبا لأهل الكتاب وقال كلوا وأشربوا من طعام وشراب أهل الكتاب ولا في ذلك من شك وأقام معاهدات اجتماعية مع عدة أطراف دينينة مختلفة، فالدين الإسلامي دين السلام وقد أخبرنا رسولنا الكريم بأن الكتب السماوية قد بشرت به وبأن نحترمها لأنها نزلت من مشكاة واحدة وهذا الحديث له دلالات دسمة، وان الخالق جل جلاله لا يختار الرسالة والمرسل ألا بهدف عظيم يفيد من خلقهم وهذا متفق عليه .
ومنها ملك الحبشة النجاشي الذي كان على دين النصرانية حيث قال والله أنه لا فرق بين دنيننا أبدا وإنه كما نزل عليكم نـــزل علينا وهو من منبع واحد واظهر موقفا مشرف في نصرة أصحاب رسول الله وآواهم وأعطاهم حرية البقاء بحمايته رغم التجيش ضدهم وقتها.
الإسلام دين المحبة كما الأديان الثلاثة كلها أديان محبة وتسامح وتصافي ووئام لاشــك في ذلك وهذا دليل قاطع على إن الكتب السماوية كلها تدعو للسلم والخلق الحميد وكلها من عنـــــد رب السماوات والأرض فالدين الإسلامي هو مكمل للأديان السماوية السابقة وبكل معنى الإخــــــوة فالإسلام حدد هوية المسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده وقد اخبرنا السلف الصالـــــــح بأنه عندما فتح الرسول صلى الله عليه وسلم مكة قال لانقطعوا شجرة و لا تقتلوا اعزل ولا طفلا ولا عجوزا فأعطاهم الأمان والطمأنينة كما لا شك بالأنبياء والرسل عليهم الســـــــلام كلهما اخبروا أقوامهم و بالتسامح والتصافي والتعامل بسماحة الله تعالى وقد أكدت ذلك جميع الأديان السماوية فالرسالة واحدة والهدف واحد هو نشر الخير والتهيئة لبناء الأرض فمصدر الديانة واحد وكـــل الأديان نبذة الكراهية والعنف وكل دين دعاء إلى الحب ونشر الفضائل ورفع مبادئ الإنسانية .
فالمدقق في عمق الأديان يجد انه جميعها لا تدعو بكراهية لاعتناقها وأنها تحفظ مساحة الحرية لكل إنسان بغض النظر أيها يتبع لان مصدرها العظيم وهو الله لا يقبل أن يعتنق دينه بالإكراه والتعصبية فهو اجل وأعظم من ذلك بكثير وهذه السنة الربانية بعدم الإكراه بالدخول في الدين إشارة واضحة من الله انه لا يقبل بشيء بالإكراه وانه يريد لكل إنسان أن يولد لديه القناعة غير المتناهية عند دخوله أي دين .