بعد أن أعددت نفسي مساء للخروج لسهرة اقضيها مع أصحابي طلبت مني أمي قليلا من الوقت وقالت : صرت رجل الدار ، والمثل( يمه بقول جوز الولد بيجيه ولد، وأنت وحيد ولحمه على رغيف وصرت زلمة وعمرك 16 سنة واني( أهل الرمثا يقولون أبني بدل أنا) بدي افرح فيك قبل ما أموت).ضحكت بعد أن نفشت ريشي على إطراء أمي وتكبير راسي وقررت أن أوافق على الزواج فهي فرصة ذهبية وخرجت من البيت تاركا لامي أمر اختيار الفتاة التي ستصبح زوجتي.
وتم الأمر وانتشر الخبر في الحارة القبلية اليتيم خطب بنت خاله والعرس بعد شهر، لم تعد تسعني الدنيا أسير خلف عربتي ثلاثية العجلات والتي انقل فيها أغراض نساء الحارة من الحسبة فاردا جناحي كأني أقود مركبة فضائية تصعد للمريخ، أحدث نفسي بالعرس والتعاليل والطخ وصوت لعلعة الرصاص والصبايا يغنين ( اليتيم خطب وتجوز واني لويش قعودي) والشباب يدبكون ويغنون (مبارك عرسك يا عريس بها الساعة الرحمانية) وسيكون لي عرس ما صارش مثله بالحارة القبلية وتسير السيارات فارده تزمر والتريلات تسير أول الفاردة وأكون مع عروسي في أفخم سيارة بالحارة سيارة أبو العبد المية وتسعين .
تنهدت عندما وصلت بخيالي إلى ليلة الدخلة تلك الليلة التي احلم بها منذ أن تزوج صديقي العتال بالحسبة والذي حكى لي عن فضائل ليلة الدخلة وقطع راس البس من أول ليله وما زلت أحدث نفسي عن تلك الليلة حتى رن الخلوي وظننتها خطيبتي وإذ بها أمي تخبرني أنها تحكي من تلفون الجيران وان خالي تراجع بكلامه لأني لا املك تامين صحي لابنته وأولادها مستقبلا.