من الذي يحق له بأن يدفن في القدس!
نوال عباسي
19-02-2015 03:46 PM
لقد ثبت لنا وللأحرار في العالم بأن أميركا عبارة عن بوق للصهاينة... وإنها الأم الحنون لهم وتأتمر بأمرهم وتحارب العرب من أجلهم.. وثبت بأن الأميركان يخافون من أبناء شايلوك أكثر من ربهم.. وثبت بأن اميركا لن تقف مع الحق ولن تسمح للفلسطينيين بإقامة دولتهم على أرضهم لا أقول الأرض التي وهبتها بريطانيا للصهاينة في بدايات القرن الماضي.. وإنما الأرض التي احتلها الصهاينة بمساعدة عسكرية ومادية من أميركا عام 1967 الأرض التي تفاوض عليها الصهاينة والفلسطينيون سنوات وسنوات دون أي نتيجة فعلية لتلك المفاوضات... إلا نتيجة المزيد من الخداع والمستوطنات والمزيد من التهجير والمزيد من هدم المنازل والمزيد من رمي أعداد كبيرة من أهل فلسطين في المعتقلات أو خارج وطنهم... ناهيك عن المزيد من الفيتوهات الاميركية لعرقلة أي قرار دولي قد يسهل الدرب لحل القضية الفلسطينية المعلقة على المشجب الأميركي منذ اتفاقية أوسلو اتفاقية الذل والهوان والإعتراف بالكيان الإغتصابي دون عودة الحق لأصحابه، وبعد توقيع الاتفاقية أمعن الصهاينة في التهويد وإقامة المستوطنات والوقاحة!
أجل الوقاحة الصهيونية في التعامل مع العرب بوقاحة غير مسبوقة.. والوقاحة الشايلوكية في التعامل مع العالم تعدت حدود الشرائع الدولية والقانونية إذ طالب النتن ياهو اليهود الفرنسيين بالهجرة إلى كيانه الاغتصابي إلى فلسطيننا وكأنها وطنهم الأصلي أو وطن أجداده متجاهلاً بأن أجداده قد اغتصبوا فلسطين بوعد من بلفور... وإن الانتداب البريطاني على فلسطين قد سلم أجزاء منها للصهاينة... و بالتعاون مع الصهاينة الذين هجرتهم بريطانيا إلى فلسطين تمهيداً لإقامة كيانهم الاغتصابي، وبالأسلحة البريطانية والقوات العسكرية وبالتقتيل
وبالتخويف وبالمجازر المرعبة تم إقتلاع الآلاف من الفلسطينيين عن أرضهم وتوطين الصهاينة مكانهم ...
أما الوقاحة الصهيونية في التعامل مع أهالي اليهود الفرنسيين الأربعة الذين قتلوا خلال هجوم المتطرفين الاسلاميين على المتطرفين الصهاينة العاملين في صحيفة (شارلي إبيدو) وإصرار (النتن ياهو) على نقلهم إلى مدينة القدس المحتلة ودفنهم هناك فحدث ولا حرج، فهذا الفعل أولاً يعد منتهى البلطجة والعنصرية والتعدي على حقوق أهالي الاموات في دفن موتاهم في وطنهم الإم فرنسا لزيارة أضرحتهم ... وثانياً يعد تعدياً على حقوق الإسلام والمسلمين والمسيحيين وعلى عروبة القدس التي دنسها ويدنسها الصهاينة باحتلالهم لها، ثالثاً يكشف عن كذبهم بتزويرهم للتاريخ فالمعبد ليس لهم ولقد طردهم منه السيد المسيح وقال لهم هذا بيت الله... وإذ كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل قلب موائد الصيارفة وكراسي بيع الحمام على رؤوسهم.. وقال لهم بيتي بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص، إنجيل متى 12 و13، إذن فمكان المعبد اضحى كمسمار جحا وهو ليس لهم.. ولقد طردوا منه، لكنهم يتخذونه كذريعة لتهويد مدينة القدس المقدسة لدى المسلمين والمسيحيين منذ يوم الدين... فالناصري الذي صلبوه قد طردهم منه وقال، جئت لإمتي وأمتي لم تقبلني... إذن لا يحق لهم المطالبة بشبر من أرض القدس، كذلك فليس هنالك ما يثبت بأن المعبد كان موقعه في ذاك المكان، إنهم كذبوا وصدقوا كذبهم...وجعلوا أغبياء من العالم الغربي يصدقون كذبهم ويقفون معهم... وها هم بكل وقاحة يحفرون تحت المسجد الأقصى ليهدموه من أجل تهويد كل مدينة القدس والعالم والعرب يتفرجون عليهم! أمجاد يا عرب أمجاد.
وإلى قدسنا المحتلة تم نقل جثامين اليهود الفرنسيين الأربعة، ثم تمت مراسيم دفنهم في مدينة القدس في أرضنا العربية المحتلة منذ عام 1967... نعرف بأن النتن ياهو فعل ذلك ليتشبث بيهودية كيانه الاغتصابي، وليقول للعالم بأن فلسطين يهودية ووطن لليهود وحدهم، وأنه لن يقبل بعودة القدس وغيرها من أرض فلسطين لأصحابها الشرعيين الذين هجرهم الصهاينة منها قبل عقود بحرب خاطفة... أجل هجروهم عن ديارهم ديار أجدادهم وأبائهم وشتتوهم إلى جميع أصقاع الدنيا مثلما هجروا عام 1948 الألاف من الفلسطينيين لكنهم كلهم أي الفلسطينيون لا يزالون يطالبون بعودتهم إلى ديارهم وهذا يعد حقاً شرعياً لهم ولن يضيع حق سيظل أهله يطالبون به ويناضلون حتى عودته.
ثمة المئات من الشهداء الفلسطينييون قد استشهدوا بعيداً عن وطنهم الأم ، كناجي العلي وكمال ناصر وخليل الوزير وغيرهم كثيرون قد استشهدوا وهم يحتفظون بمفاتيح منازلهم إما في جيوبهم أو حقائبهم أو بيوتهم... وأمنيتهم الوحيدة خلال حياتهم كانت العودة إلى فلسطينهم...
أتساءل لا بل أقول، من الذي يحق له الدفن في القدس في تراب أجداده على أرض وطنه الأم فلسطين... هل الحق لليهود الفرنسيون الذين بيوتهم وبيوت أجدادهم بباريس ووطنهم الأم فرنسا... أم أن الحق للفلسطينيين؟؟