حكي يتيم(2)
العاشق الهامل
رؤيا البسام
14-03-2007 02:00 AM
أصبحت أنا الذي نسي اسمه الحكومي، أصبحت فجأة وبدون سابق إنذار وبدون مقدمات عاشقا متيما بحب وطفة بنت الجيران ، أصحو مبكرا وأغط رأسي ببرميل الماء البارد المركون على زاوية إحدى غرفتي المنزل بالقرب من المطبخ البعيد عن غرفة النوم التي ينام فيها كل أيتام البيت وأرملته ويتوسط البرميل المطبخ والحمام. وحمامنا الذي أطلق عليه تجاوزا اسم حمام بابه من الخيش أحضرته من عند احد تجار الحبوب.بعد أن اغسل شعري أضع عليه الكثير من الجل لكي يبقي مظهر شعري جميلا أمام طالبات المدرسة، قميصي نظيف من الخارج لكن فنيلتي تحت قميصي في قمة الوسخ ولونها لون الغروب.
في ليلة ما فيها ضوء قمر أصبحت اعشق وطفة بنت الجيران وانتظرها مع بزوغ ساعات الفجر الأولى وهي ذاهبة إلى مدرستها ،كنت استحي منها واخجل خجلا تحمر له الخدود السود، ظللت أربعة أيام بشمسهن وفجرهن وأنا غير قادر على التكلم، انظر إليها وتنظر إلي .
انتظرها كل صباح وهي ذاهبة إلى مدرستها، اجلس القرفصاء راكنا ظهري إلى عمود الكهرباء ، كل يوم على هذه الحالة انتظرها قبل انطلاقي إلى الحسبة دازا عربتي ثلاثية العجلات.
وفي صباح احد الأيام تجمع الفتيان على طريق مدرسة البنات بانتظار صاحبات المريول الأخضر وكنت معهم انتظر عشيقتي ، وكنت قررت في هذا اليوم أن أقول لها ( صباح الخير يا وطفة) وفجأة انطلق صوت( ويو ويو ويو) وكانت سيارة الشرطة التي يعرف الفتيان كيف يهربون منها ويخلصون أنفسهم لكني لم أكن اعرف ذلك لقلة خبرتي بدروب مدارس البنات فالقي القبض عليه.
في المتصرفية جاءت أمي الأرملة باكية متضرعة مترجية تطلب الإفراج عني ..بكت كثيرا وتذللت حتى وافق المتصرف بتكفيلي وعندما غادرت مكتب المتصرف سمعته يقول: كفلوا العاشق الهامل...
لا نريد أن تكون انتخاباتنا لمجالسنا البلدية والنيابية بصورة ابصم وكل راحة ناتي متأخرين في المكان الخطاء ونقرر بعد تردد ما نريد فنصبح على رأي المتصرف: العاشق.......