السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
امابعد ،،
أليست صلاة الجمعة فرضا على كل مسلم.. فلماذا ياسيدي لم نشاهدك تخطب بعامة المسلمين الا مرة واحدة ؟! ولماذا ياسيدي لا نشاهدك تتفقد الرعية؟ ألست مسؤولا حتى اذا بنشرت هونداي في بلاد المسلمين ؟! ولماذا يا سيدي لا نشاهدك تحمل الرشاش في ميادين الوغى، وتتقدم جيش المسلمين؟ أليس ذلك من شيم القادة ؟! ولماذا ياسيدي بعد ان غنم المجاهدون قبل ايام صاروخا يكفي لتدمير اسرائيل لم تطلقه بعد ؟! ارجوك ان لا تفكر ولو للحظة واحدة باستغلال الصاروخ لتخزين البقوليات بعد ان تفرغ حشوة البارود من داخله..
مررنا على سيرة الانبياء وهم سادة الخلق فلم نجد الا "اخ كريم وابن اخ كريم"، و "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، حين قدم رسولنا العظيم درسا في العفو، وهو في قمة المجد والنصر حتى يعلم المشركون علم اليقين معنى الاية الكريمة "وما ارسلناك الا رحمة للعالمين" ، ولم نجد تسامحا في الدنيا مثلما تسامح نبينا يوسف مع اخوته "قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين" ، ولم نجد صبرا مثلما صبر سيدنا نوح، وكيف دعا قومه الف سنة الا خمسين عاما فضرب اروع الامثلة على الصبر واستقامة الداعي، بينما نحن لا نصبر ربع ساعة الا وقد طيرنا رقبته.. مررنا على سيرة الخلفاء فلم نجد الا أسمى معاني التواضع، وسعة الصدور لا شفاء الصدور، ونصرة الدين بالحق.. ومررنا على سيرة التابعين فلم نجد الا تطبيقا عمليا للاية الكريمة "انما المؤمنون اخوة" ، وأسمى معاني المودة والتسامح، ونصرة الدين بتطبيق سماحة الدين.. لا نصرة الدين بسكاكين الجهل والظلام..
نحمد الله حمد الشاكرين ان داعش جاءت بعد كل هؤلاء المتقين، والا لما وجدت الدين الاسلامي الآن خارج حدود مكة… وصلنا الى كل أصقاع الدنيا لأن "لا أكراه في الدين" .. ووصلنا الى قلوب كل البشر، لان نبينا اوصانا بأن لا نقطع حتى شجرة ، ووصلنا الى دخول الناس افواجا لان نبينا حفظ الوعد والعهد حين قال: "منْ أمّن رجُلًا على دمّهِ فقتلهُ، فأنا برِيءٌ مِن القاتِل، وإِنْ كان المقْتُولُ كافِرًا" .
حين اعلنت الخلافة لم يعترض احد، ولم يجادلك احد، ولم ينافسك احد.. ولكن، عليك ان تعلم ان سادة الامة نثروا الحبوب على رؤوس الجبال حتى لا يجوع طير في بلاد المسلمين، وانت اليوم تنشر رؤوس البشر على رؤوس الجبال حتى الطيور أصبحت تخاف من ان تعبر فوق بلاد المسلمين !!
لك في تسامح رسولنا مع الاسرى قدوة حسنة، ولك في العهدة العمرية قدوة حسنة، ولك في عطف وتسامح ورحمة وعدل هذا الدين قدوة جسنة،
لا تهدموا مجدا دفعنا ثمنه من اطهر دماء المسلمين.. ولا تعيدونا الى "تبت يدا ابي لهب وتب" بعد ان شافت ايدي الرحمة والعدل كل اوجاع البشر..
يقول رب العزة في محكم تنزيله:
"رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ" . صدق الله العظيم
العرب اليوم