انها لقمه في السذاجه ممزوجة بنكهه بسيطه من الغباء بان نزرع داخل رؤوسنا الكبيرة و بمكنون عقولنا صورة لمجموعه من احرف بريئه و صادقه جمعت لتشكل كلمه طفل , بانه كائن مجرد من الانسانيه و من المشاعر و من الألم , وتكفينا كلمه(غدا سينسى) نطبطب بها على ذنب اقترفناه في حق هذا الكائن بدافع مشاكل تخص الذات ام مرورنا يومها بمطب من مطبات الحياه واذ بنا نعنف و نضرب و نؤلمه جسديا ام نفسيا من ثم ياتي ضميرنا بدوره ليؤنبنا ام يرقد معنا على نفس الفراش.
عمري قد وصل السادسه و العشرين و عندي طفل و لم افهم بعد السبب الذي يدفع البشر يعتدون على طفل في عمر الورود,لم استطع بان اقسي قلبي لوهله قصيرة حين اشاهد على مواقع التواصل الاجتماعيه فيديو لطفل بريء لم يفعل شيئا سوى امتلاكه لقدرات عقليه بسيطه او بالادق طبيعيه لعمره لم يستطع بان يجب على سؤال تعجيزي بالنسبه لعمره ليضرب بالسوط امام زملائه و يشتم و يركل من الاستاذ , وكان هذا المعلم الذي كاد يوما بان يكون رسولا للاسف اختلق عذرا اقبح من ذنب ليخرج ضغوطات حياته و قروضه البنكيه و مشاكله المنزليه على كاهل كائن ضعيف لا يسمح له بان يئن من وجعه..

لم استطع ان اوقف دموعي عن السقوط حين مشاهدتي لحاضنه تضرب الاطفال الرضع و تطعميهم بملاعق كبيرة ممتلأه بنوبات متكررة و متتابعه و المشهد الاقسى حين يبكي او يتحرك هذا الطفل حركه بسيطه فقط لكي يقاوم الموت على يداها تضغط بكفاها على مجرى تنفسه حتى يستسلم ,لا ادري لعلها على عجله من امرها لحضور زفاف بنت الجيران .. ماذا عن ممرضه تغسل طفل حديث الولاده تحت صنبور ماء شديد التدفق ممزوج بصابون و وقفت دقائق و هي تضحك و تتحدث الا وانتهى الامر بانتهاء عمر هذا الملاك من قبل ابتداءه ..لعل هذا الطفل قدم الى هذه الدنيا ليعيش حياه طبيعيه كباقي الاطفال و يكبر و غرفته ممتلأه بشهادات الطب و الدورات ليصبح شخصا مهما ليوم .. لكن لم تعطه الحياة فرصه ابدا.

الا ليت هؤلاء الاساتذه ام الحاضنات ام الممرضات الذين افنوا دهرا في القراءه و جمع شهادات و اوراق و تقديم عشرات الطلبات التي معظمها نتجت بالرفض و يمشون متعالين عن الناس باوراق علم وهميه بان يلتمسوا بعضا من اخلاق و صفات هذا الطفل, يكفيه برائته, دموعه و ضحكته الصادقه,حنانه,ابتسامته المشرقه للناس المملأه بشغف الحياه,صفاء النفس و صفاء النوايا , هذا الطفل ليس بحاجه الى شهاداتكم و علمكم الذي حصدتموه فهو لديه اخلاق عاليه بفطرة ربانيه, وامل بان يحاسبوا هؤلاء القساه اشد حسابا على ما يظهروه لكن سواد القلوب ربهم يريهم اياها في ايامهم... اتقوا الله يا بشر حرام..هذا طفل