درجت العادة في بعض المسلسلات المصرية بان يتم تصوير معلمي اللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ دائما بمشاهد كوميدية ضاحكة ومستفزة فتارة تصورهم وهم يغطون بالنوم العميق في أثناء الحصة التدريسية وتارة تظهرهم كمبتزين لطلبتهم بالدرجة والعلامة التي لن يحصلوا على علامة متميزة فيها إلا إذا إلتحقوا بدروسهم الخصوصية لتنعكس هذه الصورة الهزلية والبائسة في هذه المسلسلات لمعلم هذه المواد التي تحمل مقومات الامة شعوريا ووجدانيا على قيمة المعلم ونظرة المجتمع الدونية إليه فما عاد للمعلم من قيمة ومكانة مجتمعية بل أصبح التعليم للبعض في مجتمعاتنا العربية مهنة غير جاذبة لكثير من طلبة الجامعات ويقبلها البعض مكرها لضمان مقعدا جامعيا في الجامعات ومن باب " الريحة ولا العدم " ، وما سقته من إسهاب هو تحليل لبعض مفكري الامة الذين عاشوا الإستعمار البريطاني لبعض الدول العربية وصوروا الاسلوب الخبيث الذي اتبعته بريطانيا في هذه الدول وخاصة مصر العربية ، فبريطانيا أتبعت حينها مشورة قسا بريطانيا وتحت شعار " Slowly but sure " ويعني بانه " بطيئا ولكن فعالا " يقوم هذا الشعار على تشويه صورة المعلم الذي يقوم بتعليم المواد التي ذكرتها فيما سبق بالراتب المتدني وسوء التوقيت للحصص التي يقوم بتدريسها للطلاب والتي غالبا ما تكون في نهاية برنامج الحصص أي بالوقت الذي يغشاهم فيها النوم والنعاس لنصل في النهاية من هذا النهج كله إلى نزع الشعور الوجداني والقيمي والجمعي للأمة .
وغير بعيد عن مخططات (الصهيو الامريكية) ومن لف لفها فإننا هذه الايام نعيش إعادة منتجة لتلك المسلسلات والمخططات التدميرية للأمة ولكن بشخوص وسيناريوها تمثيلية مختلفة أوجدتها الصهيونية العالمية أبطالها شخصيات "داعش " يتم تسويقها وترويجها على انها تمثل الإسلام والإسلام بريء منها ومن " داعش " ، فأمريكيا تخشى ان يستيقظ المارد في وجدان امة العرب والمسلمين فصنعت لنا " داعش " والاخيرة لم تقصر في تصوير مشاهد الذبح والقتل والتقطيع بل صورتها وانتجتها ببراعة تفوق أفلام ( هوليود ) ، فمن الواجب علينا هنا وسط هذه المشاهد الإجرامية الموغلة في الدماء هي الحذر من ردة فعل البعض من خلال التهكم والسخرية التي نقوم فيها دون إدراكا منا بذلك كعرب ومسلمين وعبر مواقعنا الإخبارية والتواصل الإجتماعي ونتهكم فيها على "داعش والغبراء " بالنكتة والصورة وأفلام الفيديو التمثيلية التي نصور فيها أفعال " داعش " ككوميديا ضاحكة بدلا من ان ننهض من سباتنا وضحكنا وإستهزائنا الطويل على (داعش )بالقيام بواجبنا كأشخاص ومفكرين ودعاة ومرشدين ومعلمين لإزالة اللغط والتشوه الذي شوهته ودنسته ( داعش ) الخراب في صورة الاسلام البيضاء النقية .
الإسلام الذي راعى شعور الشاة حين ذبحها بان لا يكون الذبح امام غيرها من الحاضرين من الشاة والدواب " اكرمكم الله " فما بالكم بما تصنعه " داعش" من ذبح وإجرام على الملأ العام ، لا يجدينا هنا باي حال من الاحوال الشتم والإستهزاء في " داعش " بل المجدي هو ان ننهض جميعا لنبرز الاسلام الحقيقي بعدالته وسماحته فالخوف كل الخوف على جيلنا القادم من ان يصل لمرحلة من التهكم والإستهزاء في مقومات الامة الإسلامية والعربية بمجرد ان يشاهد كل من يحمل " لحية " ويلبس ثيابا عربية وإسلامية ، بإختصار لقد سئمنا الدروس الامريكية والمخططات الصهيوينة وها نحن نعيش تبعاتها فمن الواجب علينا ان نحمي مقومات الامة من هذا الهوان والضياع الذي ترسمه لنا الصهيونية مستغلة دروس " داعش " المجانية عبر أفلامها القبيحة التي نبرأ فيها الى الله منها ومن دمائها التي سفكتها بحق اي انسان ايا كان لونه وجنسه ودينه ومذهبه .
علينا جميعا ان ندرك الخطر المحدق في صورة الاسلام من أفعال هؤلاء الخوارج بغرس الوعي المجتمعي بمشاهد وكلمات جادة لصورة رسالة الاسلام السمحاء في افئدة أجيالنا الحاضرة وفي عقول غيرنا من الامم ، الاسلام الذي أنتشر من خلال التفكر والتدبر ب " إقرأ بإسم ربك الذي خلق " وليس بالسيف الذي يحمله هؤلاء الاوباش المارقين ، فالامر مأساوي جدا ولا يمكن باي حال من الاحوال ان نواجهه بالنكات وعبارات الاستهزاء في "داعش " ومن لف لفها من الحاقدين والشامتين في رسالة اسلامنا العظيم