facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




يوم الوفاء لقدامى المحاربين ..


صبري الربيحات
16-02-2015 02:20 AM

في اليوم الذي اطلق عليه يوم الوفاء للمحاربين القدامى يتحدث الاعلام والرسميون عن معنى العسكرية واهمية الوفاء لمنتسبيها والتقدير البالغ للمتقاعدين الذين يمضون اكثر من نصف شبابهم وهم يستذكرون ايام التدريب ورفاق السلاح والواجبات التي اسندت لهم والروح التي جمعتهم بآلاف الضباط والجنود الذين جاءوا من جوانب البلاد لتنصهر رؤاهم وتتوحد احلامهم واهدافهم في طقوس المسير العادي والبطيء وميادين الرماية وقيم الجندية التي تلازمهم مدى الحياة.

كل الذين عملوا في قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية يتذكرون اصطفافهم في طوابير المجندين ومقابلات اللجان والفحص الطبي والرحلة الاولى من بلداتهم نحو معسكرات التدريب التي ترامت شرق الزرقاء "مدينة العسكر الاولى".

حالما تحط الناقلات في ميادين التدريب تنطلق صفارة وكيل القوة تتبعها صيحات المدربين وهم يحثون القادمين الجدد على الاصطفاف والتهيؤ استعدادا لتلقي التوجيهات والاوامر التي ستقلص منذ تلك اللحظة اختياراتهم في رحلة التكوين الجديدة..

في أيام الصراع العربي الاسرائيلي كانت الجندية واجباً دينياً ووطنياً وحضارياً؛ فغالبية المجندين يحملون عقيدة القتال قبل ان يستدخلوها ويتمثلوا مسوغاتها في ميادين الفداء وقاعات التوجيه.

غرفة الحلاق كانت محطة الجميع الاولى يدخلها المجندون بهيئة ويغادرونها وهم يشبهون كل اعضاء الرهط الذي تشكل للتو.. كل ذلك في باب تحقيق المساواة حيث يشكل قص شعر التلاميذ اول رسائل تخلي المجندين عن حرياتهم لحساب الانضباط واتباع الاوامر.. التاسيس العسكري له مكونان الاول اعداد ويعني سلسلة الاجراءات التي تجعل التلميذ جاهزا لتلقي الاوامر وتنفيذها والتأهيل الذي يشتمل على اكتساب المعارف والاتجاهات والسلوك الذي يشكل شخصيته خلال الأيام المقبلة.

ما ان ينهي التلميذ وقفته في محطة الحلاقين حتى يتوجه إلى مستودع العهدة لاستلام التجهيزات التي تشتمل على بدلات الفوتيك والاحذية الرياضية والبسطار والجرابات والملابس الداخلية والبشاكير والفرشاة والكيوي والقايش والبراسو واوجه المخدات والازرار المعدنية والرتب الكتانية.

في الجولات التعريفية يمرر المجندون على كافة المرافق التي يشملها المعسكر وفي مقدمتها الميس حيث يتناول التلاميذ وجباتهم والحمامات وقطعة السلاح وقاعات الدرس وميادين الرماية ودكان الجندي حيث يستكمل التلاميذ مستلزمات حياتهم المستقلة من الصابون والسيرف وفرشاة الاسنان وماكنة الحلاقة والفرشاة وقطن التلميع والكيوي والبراسو.

في دكان الجندي سجائر وبسكوت ومعلبات متنوعة وبعض انواع الحلوى وعلب القهوة الجاهزة والحلاوة والابر والخيوط والحامض حلو اضافة الى قمر الدين والمربيات ورب البندورة ومعلبات واجبان وفاصوليا ناشفة وارز وسكر ومواد اخرى تقرر عرضها لاسباب قد يرتبط بعضها بقرب انتهاء صلاحيتها...

الدخان الاجنبي من مضبوطات التهريب يحظى بها الضباط.

عند كل اجازة وقبل وجود الاسواق التموينية التي اصبحت تنتشر على مساحة المكان كان المجازون من الضباط والجنود يحرصون على التوقف عند دكان الجندي .. حيث يبتاعوا مستلزمات بيوتهم واسرهم مما يتوفر على الرفوف باسعار زهيدة تسعد العسكريين وتفرح ابنائهم..السيرف والسجائر والمعلبات في مقدمة المواد التي تحملها قوائم مشترياتهم.

كما يتذكر الرجال والنساء بشئ من التأسي لحظة ابلاغهم قرارات التقاعد ...التي غالبا ما تاتي على حين غرة.. عندها يعود عشرات الاف الشباب الى بلداتهم وقراهم وبواديهم بعد رحلة عمل لسنوات ... عيونهم على الميادين.... وقلوبهم مع الرفاق الذين تركوا في المواقع التي شكلت فضاءات علمهم وحبهم وعطائهم.

أن تترك العمل وانت في منتصف الاربعينيات بعد تعبئة واعداد خاص دون ان تجد الدور المناسب لتستمر في رحلة العطاء امر يقلق الشباب المتقاعدين ويضعهم في مواقف لا تخلو من الاستغراب والحيرة..

غالبية قدامى المحاربين تقاعدوا دون ان تهيئة للتقاعد وخطة لكيفية قضاء ما تبقى لديهم من طاقة ليواجهوا مستقبلا مجهول وغامض.. او اوضاع اقتصادية صعبة...

بالرغم من المحبة والمكانة والتقدير الذين يحظى بهما المتقاعدون من الرجال والنساء الا اننا لم ننجح في ان نوفر لهم فرصا لاستكمال الحياة اللائقة التي يستحقون.

مجتمعنا الذي يئن تحت اعباء الفقر والدين يحتاج لطاقات الشباب الناضج وفكرهم وعزيمتهم وثمار التدريب الذي اكسبهم روحا وخلقا ومزاجا يصعب اعادة انتاجه من قبل المؤسسات الاخرى.

تحيات المسؤولين وثنائهم والاشادة بادوار المتقاعدين واسهاماتهم لا تصنع برامج ولا تنهض باوضاع الشباب والرجال الذين افنوا زهرات شبابهم في الميادين ليحسوا احلامنا ويبنوا لنا مجدا وسمعة ومستقبلا ما كان ليكون بغيرهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :