السلام على المتقاعدين العسكريين
د. محمد عبدالكريم الزيود
15-02-2015 12:11 PM
السلام على من لوحت شمس الصحاري جباههم فما فتئت منهم عزيمة ولا لانت منهم قناة..
السلام على السواعد القوية التي ظلت تقبض على الزناد مخافة عين تنام فيفرح عدو متربص أو مخرب ينتظر ساعة الغفوة..
السلام على قاماتهم التي تطاول قامات مدافعهم شموخا وعنفوانا.. فإن شاب الرأس فما زالت الهمم عالية، وإن انحنت الظهور ألما فالنفوس تواقة للشهادة.. وإن تبدل اللباس فما زالت البدلة العسكرية تزين خزائن الأمهات.. وما زالت الأوسمة في صدر المضافات تحدث كل زائر عن الزمن الجميل عندما كان الآباء يعودون مع المساءات وقد تعطروا بغبار الدبابات وملح البارود يستقبلهم الأطفال وهم يستنشقون أجمل عطور الدنيا، ويختزلون ملامح الوطن في وجوه وراحات آبائهم يمنحونهم الدفء والأمان، وقد تعلقت عيونهم بهدب الشماغ الأحمر ورسموا كل أحلامهم بدروب عودتهم إلى البيت نهاية كل إسبوع..
المتقاعدون العسكريون خلعوا بزاتهم العسكرية بكل ألم وكأنهم يخلعون جزء غاليا من جسدهم ... وإن وضعوا البرية عن الرؤوس جانبا فإن نفوسهم ما زالت تسكنها الذكريات وتفاصيل التعب والسهر الجميل.. هم الآن بيننا وعيونهم وقلوبهم مع رفقاء السلاح هناك في الثغور والحدود، وهم رهن نداء الوطن إن نادى: حي على الجهاد ...
طوبى لعيون سهرت في سبيل الوطن.. طوبى لأياد وقلوب شريفة ما مست الحرام يوما ولا عرفت إلا الصلاة ومخافة الله دربا... طوبى لمن تعفّر وجهه بتراب الوطن لا يبغي إلا وجه الله.. طوبى للشهداءالذين أسلموا الروح ... فالروح غالية والوطن أغلى ... السلام على المتقاعدين العسكريين في يومهم فهم رديف الجيش وحصنه الحصين ...
*مقدم ركن متقاعد وطالب دكتوراه إدارة أعمال حاليا