سألت وزير خارجية الامارات الشيخ عبدلله بن زايد في حديث جانبي على هامش قمة الحكومة في دبي، ما إذا كانت الحرب على داعش وسبل دحر هذا التنظيم الارهابي هي حرب الأمة وحدها أم أنها حرب كونية، قال «لا يجب أن تغفل الأعين عن حقيقة واحدة وهي أن هذه الحرب تخص العالم العربي والاسلامي قبل أن تكون أولوية بالنسبة لقوى العالم المستنير، حملة هذا الفكر المنحرف لم يأتونا من الخارج فهم منا ونحن أولى بتصويب هذا الانحراف».
الحرب ضد داعش قسمان، عسكرية وهي الأسهل والأقصر في حسابات الزمن وفكرية عقائدية وهي الأصعب والأعقد والأطول زمنا فهي التي تتعلق بالتعليم والمناهج والقوانين ومراجعة الموروث ليحقق غاياته في رفاه وسعادة الانسان.
المطلوب اليوم تبني منهج شمولي لمواجهة الإرهاب والتطرف عسكريا وأمنيا وأيدولوجيا، والحرب اليوم هي في داخل الإسلام، حرب بين جبهتين، واحدة مستنيرة تريد للاسلام أن يعاود دوره الحضاري في التنوير والابداع والتجديد وأخرى تغرق في الموروث بقضه وقضيضه تسقطه على الواقع كيفما تشاء لكن الأشد خطرا هو في تسميم عقول مئات الشباب بمثل هذه الافكار باعتبارها هي ما سيعيد للأمة مجدها ودورها في الحضارة، وهو ما يفرض وجوبا على العرب مهد الرسالة والمسلمون حول العالم أخذ زمام المبادرة لنصرة للإسلام ورسالته المستنيرة التي قدمت للانسانية تراثا من العلم والفكر الخالص لها.
هذه رؤية تلخص فهم الأردن والقيادات المستنيرة في الجزيرة العربية لهذه المعركة، هي معركة في داخل الاسلام فحتى الأن لم يحمل هذا الفكر المنحرف تهديدا للغرب ولا لإسرائيل، فبسببه تراجع ترتيب القضية الفلسطينية من قضية العرب والمسلمين الأولى، الى قضية هامشية..
نتحدث مجددا عن حلف عربي وإسلامي حتى لو لم ينغمس الغرب فيه وحتى لو أنه لم يسانده، هو واجب الأمة في تطهير الاسلام من هذه الأفكار وممن يحملها ويروج لها، وفي هذا نسأل هل آن أوان فتح باب الاجتهاد، لتحريك الموروث الجامد على سبيل الاجابة مجددا على مئات الاسئلة التي ترافقه وبما قد يحمله الاجتهاد في الدين والدنيا من تفسيرات لحوادث وأحداث وسلوكيات ومظاهر وفتاوى متناقلة من السلف يتخذ منها هؤلاء وغيرها نظرياتهم ويسندون بها سلوكهم باعتبارها من صلب الدين غير القابل للنقاش ليسهل تمريرها.
الحرب على داعش هي حرب ضد التجهيل والانغلاق والتطرف وهو ما سيحتاج الى إعادة إنتاج الدين الاسلامي كرافعة من روافع الحضارة التي منحت للانسانية إرثا عظيما في العلوم والاخلاق والتمدن والانفتاح، وليس دين حد السيف. الراي