الجريمة الإرهابية التي ذهب ضحيتها 3 شبان عرب مسلمين، وهم الشهداء ضياء بركات وزوجته يسر محمد أبو صالحة وأختها رزان، ارتكبها إرهابي أمريكي أبيض، استرخص الدم العربي الإسلامي وارتكب جريمته بدم بارد بدوافع عنصرية محشوة بالكراهية وصدام الحضارات ونفي الآخر.
سنستخدم نفس المصطلحات والمنظومة الاصطلاحية التي يستخدمها الغرب ضدنا عندما يتحدث عن "إرهاب عربي إسلامي شرق أوسطي"، على قاعدة من فمك أدينك، بما أننا نستخدم نفس الأدوات التي يستعملونها من أجل تبرير إبادتنا واحتلالنا واستعبادنا.
الطلاب الشباب الثلاثة الشهداء ضياء ويسر ورزان قتلوا برصاص في الرأس، وبشكل متعمد ومقصود، في واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية بحق أناس مسالمين مقبلين على الحياة بحب ومودة وفرح، لكن الإرهاب الأمريكي (..) العنصري أبى إلا أن يغتال الفرح والأمل والبسمة، وأن يزرع مكانها الألم والحزن والدم والدموع، وأن يذكرنا أن هذا الإرهاب الأمريكي العنصري العرقي الأبيض يستهدفنا أفرادا وجماعات، ويستهدف حضارتنا وديننا وثرواتنا ومستقبلنا.
القاتل الإرهابي كريغ ستيفن هيكس، عنصري حتى النخاع عن قناعة وإصرار، وهو معبأ بالكراهية كما ظهر من خلال كتاباته على فيسبوك وتويتر، وهو نفذ عملا إرهابيا في "شابل هيل" بدافع الكراهية المطلقة، وهنا استشهد بما قاله محمد أبو صالحة والد الأختين الشهيدتين إن "هيكس أعدمهم"، وأنه كان يضايق ابنته وزوجها، مرات عديدة، وكان يتحدث إليهما والمسدس على خاصرته".. وأضاف "لم يكونا مرتاحين له، إلا أنهما لم يعرفا أن الأمور ستنتهي بهذا الشكل".
أما محامي المجرم فقال إن "عملية إطلاق النار لا علاقة لها البتة بالمعتقدات الدينية بل بسبب خلاف على أماكن صف السيارات"، وأن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم توفر العلاج النفسي وليس الإرهاب".
أما الشرطة فتحدثت في بيان عن وجود مشاكل مسبقة بشأن صف السيارات، مشيرة إلى أن التحقيقات مستمرة لمعرفة إن كانت الدافع وراء الاعتداء نابع من "الكراهية".
رغم نشر الإرهابي كريغ ستيفن هيكس على حسابه على موقع فيسبوك صورة مسدس من عيار 38 ملليمترا على صفحته، قائلاً إنه "محشو وخاص به".
هذا الاعتداء الآثم على العرب والمسلمين في أمريكا ليس معزولا، فهو حلقة في سلسلة من الاعتداءات والانتهاكات، ويكفي أن نشير إلى أن كل العرب والمسلمين في أمريكا متهمون حتى تثبت براءتهم، وأن جميع المساجد والمصليات هناك تحت المراقبة الشديدة على مدار الساعة، وأن قاعدة المعلومات لدى المخابرات الأمريكية تضم كل رواد المساجد هناك، إضافة إلى الدور الذي يلعبه التحريض الإعلامي على "الإرهاب العربي الإسلامي" وبث المخاوف من أصحاب "البشرة والملامح الشرق أوسطية"، وهي اعتداءات وانتهاكات بحق العرب والمسلمين دفعت كاتبا عربيا مسيحيا وأستاذا جامعيا هو ستيفن سلايطة إلى أن يدب الصوت قائلا "أنا مسيحي عربي أمريكي حتى النخاع، مع أنهم لا يعترفون بي لأني شكلي شرق أوسطي".
المخزى أن هذه الجريمة الإرهابية التي ذهب ضحيتها طالب طب وزوجته وشقيقتها لم تحظ بتغطية تذكر في الإعلام الأمريكي، ولم يجيش لها الكاميرات والمراسلون والصحفيون والأقلام كما فعل مع "تشارلي إيبدو" بل تعامل معها وكأنها خلاف على موقف سيارة..
يا الله على السخف والسذاجة وامتهان العقل "يقتل 3 شباب من أجل موقف سيارة" من يصدق هذه الكذبة الكبرى؟
لا أحد بالطبع غير الإعلام الأمريكي... وأختم بما كتبته الشهيدة رزان أبو صالحة بتهكم على صفحتها على تويتر قبل استشهداها: "من المحزن جدا أن نقرأ عن الهولوكوست في كتب المرحلة المتوسطة ويقولون لنا إننا لن نسمح أن يعيد التاريخ نفسه"، والمفارقة أن التاريخ أعاد نفسه وذهبت هي وأختها وشقيقتها ضحية هولوكوست إرهابي مجرم.