العلنية والوضوح والكازينو!!
طارق مصاروة
16-04-2008 03:00 AM
لو ان الحكومات عموماً - تعلن عن مشروعاتها بالطريقة التي تعلن فيها عن المشروعات العقارية الاستثمارية، لما كانت هناك مفاجآت.. كما تفاجأ الرأي العام بقصة كازينو البحر الميت!! ولما كانت الان تحت الضغوط فيما يخص بيع مؤسسات ارتبطت بكياننا الوطني ومنجزاتنا العظيمة!!.
الذين يتعربشون على ظهرنا بالاستفتاءات حول انجاز الحكومات في مائة يوم، ولمئتي يوم، وسنة لا يقيسون الرأي العام وانما يأخذ المستوردون منهم قروشاً كثيرة.. ويتملح المحليون. فوظيفة رصد الرأي العام الاردني تأتي اثناء النقاش حول مشروعات كبيرة او مشروعات لها حساسية خاصة كالترخيص للعب القمار!! وهنا ننبه هذه الحكومة الى ضرورة العمل في ضوء النهار، فالشفافية لا علاقة لها بالشعارات وخطابات الثقة والموازنة وانما بمصارحة ابناء الوطن بالمشروعات والاستثمارات الحكومية.. فهذا مال الناس، واستثمار المال العام يستلزم قبل التوقيع اخذ الموافقات الوطنية قبل موافقات مجلس النواب. ومجلس الوزراء!!.
نستغرب ان تكون الحكومة السابقة قد وقعت اتفاقا يسمح بانشاء كازينو قمار على الارض الاردنية. فموضوع الكازينو ليس جديداً.. وكان من المفترض ان يكون مبنى رئاسة الوزراء الحالية مقمرة!!.
وكان هناك مشروعات للعقبة وغير العقبة لكنها لم تمر لاسباب تتعلق بطبيعة نظامنا السياسي.. فهذا كيان وضع حجر الاساس في تكوينه امير هاشمي تمتد خلفيته السياسية الى الف واربعمائة عام.. الى محمد بن عبدالله، والسبط الاربعين لا يوقع على السماح بالقمار، بقرار من الدولة، والقمار مختلف عن أي موبقة اخرى!!.
لقد سمعنا خلال الاشهر الماضية قصصاً عن توقيع وزير في الحكومة السابقة على اتفاقية مع كردي عراقي دون تفويض من الحكومة.. وكان واضحاً ان هناك اغتيالاً للشخصية، لأننا سمعنا ان هناك رشوة وراء التوقيع.. فكانت الاشاعة الكاذبة تستهدف اغتيالا محرماً للشخصية. ولنتصور دفع حكومتنا مليار دولار غرامة في حالة الغاء الامتياز.. وهذا درس آخر.
الشفافية، والعلنية في العمل الحكومي ليست قضية اخلاقية فقط.. تتحملها او تتحمل نتائجها حكومة معينة، انها اساس العمل الوطني والدستوري واساس النظام السياسي الاردني الذي قام على الصدق والعلنية ومصارحة الناس بكل شيء. فلم يحدث أن وقعنا اية اتفاقيات سرية، أو قبلنا وراء الكواليس ما لم نكن لنقبله امام الناس. حتى ونحن نعيش في ظل الانتداب، وفي ظل المعاهدة البريطانية - الاردنية. وحين واجهنا الكارثة الفلسطينية كان عبدالله بن الحسين الرائد الذي لا يكذب اهله، وافصح عن برنامجه السياسي: الهلال الخصيب ووحدته. لتلغي قيام الكيان الصهيوني وتحجمه. وحين اتهم العملاء مشروع الملك بأنه استعماري.. عاد الى خطة التحجيم بقبول انشاء دولة فلسطينية على جزء من ارض فلسطين.. الامر الذي دفع حياته ثمناً له، بتحريض المنافقين، والدجالين.. الذين قبلوا في النهاية اغتصاب كل فلسطين!!.
ليس هناك ما هو افضل للوطن من الوضوح والعلنية.. وحتى اذا كانت قروش الكازينو تفيد الميزانية المرهقة. فهذه قروش حرام يجب ان لا تكون!!.
الراي.