بقلم النائب: د. رلى الحروب
الجريمة التي ارتكبها امريكي عنصري ضد الاسرة الشابة المسلمة في ولاية نورث كارولينا تدل أوضح دلالة على حجم كراهية الإسلام والمسلمين في الغرب.
من المؤسف ان الأفعال الاجرامية التي ترتكبها الجماعات المتطرفة المسلحة في المنطقة والعالم قد تسببت في تشويه صورة الإسلام والمسلمين وحولت كل من يصلي وكل من ترتدي الحجاب في ذهن العامة من الأمريكيين والأوروبيين الى إرهابيين.
الضخ الإعلامي المنحاز وغير العادل على مدار الساعة ساهم أيضا في تضخيم مشاعر الكراهية وتكريسها بعد ان تجاوز الغرب مشكلة الخوف من الاسلام ليستبدلها بكراهية الإسلام.
هذه الجريمة مدانة بكل القوانين والديانات والأعراف ، فهل سنرى في أمريكا او نورث كارولينا مسيرة تقول: كلنا تلك الاسرة، اسوة بتلك التي أعقبت احداث شارلي ايبدو المؤسفة، أم أن الدم له اكثر من لون؟
ماذا لو كانت الاسرة المقتولة يهودية او مسيحية وكان القاتل مسلما؟ هل كان الاعلام الأمريكي سيتعامل مع القضية بهذا البرود الذي استقبل به الخبر؟
من المؤسف ان سلوك المواطنة الصالحة الذي مارسته تلك الاسرة الشابة لم يشفع لها. لم تشفع لها كل تلك الحملات لجمع التبرعات لصالح الملهوفين ولنجدة المحتاجين في المجتمع الأمريكي، فالقاتل لم يهتم بتقييم سلوكهم ، واكتفى بالحكم عليهم من باب الديانة، تلك الديانة التي يخبره الاعلام يوميا انها تنجب الإرهابيين الذين يهددون امن العالم !!
هذه الحادثة تثير أسئلة كثيرة حول مصير العرب والمسلمين في المجتمعات الغربية، وهل يعتبرهم الغرب مواطنين، وان كان يعتبرهم كذلك، فهل يعتبرهم المواطنون الآخرون مواطنين أم عبئا على المواطنة؟ ولماذا صمتت الحكومة الامريكية إزاء الحادثة، في حين تسارع على الدوام الى ادانة أي عمل يرتكبه أي مسلم في أي مكان في الارض؟ ولماذا لم تحظ الحادثة بتغطية إعلامية تتناسب مع هولها؟
آه لو يدري أولئك المتطرفون الذين يرفعون شعارات الإسلام كم أساءوا الى الإسلام والمسلمين! آه لو يدركون اننا لم نعد نحيا وحدنا في العالم، ولا يسعنا املاء معاييرنا على الاخرين أو إعادة عقارب الساعة الى الخلف وإلغاء الف واربعمائة عام من تاريخ البشرية!!
للأسرة المسلمة الرحمة، ولنا جميعا الصبر والسلوان، وأعاننا الله على مستجدات الأمور!!