المخاتير شخصيات يتم اختيارهم من قبل السلطات ويجري اقناع الاهالي بتسميتهم على اعتبار انهم يمثلون ارادة الناس.
ويلعب المخاتير دور الوساطة بين الناس والسلطات، وللمخاتير مكانة معتلة في مجتمعاتهم فهم يحترمون في حضورهم وينتقدون في غيابهم.
فمن ناحية يكلف المخاتير بالتمهيد لتنفيذ كل الاجراءات القمعية التي تمارسها السلطات على ابناء جلدتهم كما يتولون امتصاص ردات الفعل الغاضبة والعنيفة من قبل الاهالي جراء الظلم الواقع عليهم.
في كثير من الحالات يكلف المخاتير بالشهادة ويساعدون السلطات ويلعبون دور التبليغ والاخبار والوشاية التي تضر بمن يظنوا انهم يمثلونهم.
كان الانجليز ومن قبلهم العثمانيون يختارون الرجال الاكثر قوة ونفوذا في مجتمعات الريف ويصبغون عليهم مكانة المختار، وغالبا ما يضع المخاتير استراتيجيات خاصة لاداء ادوارهم.
في معظم القرى والارياف يتعاون المخاتير مع الجباة الذين ينظمون كشوفات النفوس والمواشي والاراضي لغايات الضرائب، ويشكلان مع طوافي الحراج وحارس البلدة والمؤذن اركان الحكومة المحلية.
يعتبر نظام المخاتير الجذر الذي تغذى منه النظام النيابي واثر على طبيعته وصورته النمطية، فالبعض يرى أن النائب وريث للمختار وتطور من الادوار التي كان يقوم بها.
ولا يرى البعض اختلافا في الطريقة التي ينتخب فيها النواب عن تلك التي يختار فيها النواب، حتى وان استكملت صوريا بانتخابات.
في قريتنا كان خمسة مخاتير لكل منهم خصائص وطباع بعضهم هادئ الطباع واخرون يشغلون البلدة بالضجيج، لكنهم جميعا كانوا يلبسون قمبازا نظيفا ومنديلا ابيض وعقالا غير رفيع، ويدعون لكل المناسبات ويصاحبون الحكام في حلهم وترحالهم.
اليوم تقلص دور المخاتير، لكن شبحهم بقي في كل مكان وظلالهم تخيم على كل جوانب حياتنا.
عبقرية المخاتير عبقربة خاصة يجهلها الناس لانها عبقرية هجينة لا يتقن ادوار المخترة غيرهم لانهم يضربون على دفوف السلطات ويرقصون على جراح الاهالي.
رحم الله مخاتير امتنا واختامهم واعضاء هيئاتهم والخوابي التي كانوا يملؤها من بيادر الفلاحين والاوراق التي يستخدموها لطلبات الاسترحام ويمهروها بالطوابع التي يستلونها من دفاتر الحسابات وسجلات الاحوال المدنية التي يتولون ادامتها في القرى البعيدة.
المخترة مشية خاصة بالمخاتير فيها زهو وخيلاء وغرور، مشية فيها بطء وتهادٍ يجعلها تختلف عن مشية الفلاحين الذين يهرولون في سباق مع دوران الشمس، واخيرا لقد اختصر الرحابنة ما يمكن ان يقوم به المختار....في احدى اجممل الاغاني:-
يا مختار المخاتير خبرني الحكاية...انا ما بحب الشرح كتير ولا فيه عندي غايه...بدي تفللني بكير...وخلي هالزير بهالبير....هني كانوا زعلانين انا شو بدي فيهن.....الخ