الدول والأنظمة مثل الأفراد يجتاحهم الحقد والحسد ممن حولهم إذا ما حققوا نجاحاً أو تجاوزوا أزمة أو مارسوا حكمة وذكاء حول المشكلات إلى نجاح، وما فعله الأردن وبفضل من الله تعالى ثم بحكمة الملك ووعي الأردنيين، إن اللحظات التي كان ينتظرها خصوم وأعداء الدولة حولنا وربما داخلنا لتكون حالة ضيق وحبل يشتد حول عنق الأردن تحولت إلى لحظة قوة عززت مكانة الملك داخلياً وعربياً ودولياً كزعيم قوي شجاع أدار لحظات الأزمة باحتراف وحولها إلى نصر، كما أن الشعب الأردني لم يمارس ما كان يراد له من الضغط على دولته بل كان الناس والدولة يتحدثون لغة أردنية واحدة، ووقف العالم كله أصدقاء وخصوم وأعداء لا يملكون إلا احترام هذا النموذج، لكن المشهد يضم أيضاً بعض الأصدقاء والأشقاء الذين يتعاملون معنا الآن بمنطق الحسد والغيرة والسعي لإفساد ما تم انجازه.
الكثيرون كانوا يراهنون أن الدولة ستقع في مأزق عندما لا تستطيع إنقاذ الشهيد معاذ، وآخرون كانوا ينتظرون لحظة إعلان التنظيم الإرهابي قتل معاذ، فالمُحبون كانوا يتخوفون والآخرون كانوا ينتظرون لحظة دخول الأردن في أزمة، وحتى من قتلوا الشهيد فقد كانوا يعتقدون أن لحظة بث الفيديو ستكون لحظة دخول الأردن في أزمة داخلية وأن الناس وأولهم أهل الشهيد والعشائر سيقفون ضد بلدهم، وربما كان بعض من فشلوا سابقاً في بث الفوضى الأمنية والسياسية ينتظرون تلك اللحظة.
اليوم علينا أن نتوقع عدم قدرة البعض على اخفاء حقدهم على الأردن وحسدهم لنا جميعاً لأننا لم نسقط في مصيدة أزمة معاذ رحمه الله، وسنرى محاولات افشال لبعض ما نفعل، وسنرى محاولات صناعة أزمات في مجالات أخرى، ورأينا كتابات من خارجنا وحتى من بَعضُنَا تتصيد في ماء عكر وتحاول الإساءة إلى موقفنا جميعاً، ورأينا تحرشاً سياسياً من بعض الجيران وربما نرى أشياء أخرى.
علينا أن نتذكر دائماً أن ما نجح به الأردن في تجاوز سنوات ما يسمى بالربيع لم يكن مصدر سعادة للبعض ممن كانوا يتوقعون بل عملوا على إدخالنا في دوامة الفوضى والدم، وما نجحنا به في ملف الطيار الشهيد من رسم نموذج متقدم وتعزيز مكانة جلالة الملك داخلياً ودولياً يزعج البعض، وعلينا أن نتوقع ممن يسكنهم الحقد ويمارسون التآمر على بلدنا ردود أفعال تحاول افساد انجازنا وربما اختلاق مشكلات أو النفخ في نيران القلق الداخلي كلما أعطيناهم الفرصة لهذا.(الراي)