عمون-وجه الأب نبيل حداد رسالة الى ذوي الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة خلال زيارته للواء عي .
وفيما يلي نص الرسالة:
سلام على عيّ المؤابية أم البطولة وذرية الرجال والأحرار سلام عليك وعليها من عمان أولاً وكل اخواتها.. سلام على وطن كريم ودع واحداً من نسوره .. وطن مدينون كلنا له ولعبدالله الثاني ملك الرسالة والبسالة والجندي الذي سطر لنا درساً بان انساننا أغلى ما نملك وسلام يا سيدي على الشهداء جميعهم وعلى زين الشباب معاذ وصحبه من الألى الشاهدين على خزي كل المعتدين والغاصبين وأعداء الحياة.. وسلام عليك انت أيها الصافي بحبك وابوتك وكركيتك ومؤابيتك وعروبتك وإيمانك وانت تكتب لنا قصة الأباء الأبطال الذين خلفوا الأبطال وانت تقول "لا" لا كبيرة للمسًّ بالوطن، وهي التي رددتْها معك كل القلوب والحناجر والأشجار والأحجار والدفاتر والأطفال.. وأرضعتها الأمهات كما "ام البطل" أم معاذ - فكان اردن البطولة بهذه الصورة.. سلام عليك .. على معاذك ومعاذنا وهو يسخر باتزان الرجال وثبات المؤمنين.. ممن ظنّوا أنهم يلقون الهلع والرعب في أفئدة ساكني هذا الوطن – جلعاده الجميل ومؤابه الشامخة.. الذين سكن الوطن فيهم، وما عرفوا أنه ابن الصافي التقي والكركي الأردني الحامل شعار جيش العروبة والحق الذي يزهق كل باطل يجترئ أن يمس قداسة أرضنا.. وظن كارهو الحياة من حملة فكر التوحش والجبن انهم قادرون على مواجهة جندي من أحباب الله محبي الحياة، فلقنهم الدرس وأحرقهم هو ليعرفوا أنه الأصلب والأقوى من صلب الأصلب والأقوى .. فداس على شرهم وكرههم، ليحلق كما هو طبعه ونهجه فقد احترف الشجاعة والسمو والتحليق والترفع. ابن عمي صافي.. استشهاد معاذ ليس حدثاً بل هومفصل تاريخي وعلامة تشهد على أن عظم الأردنيين هو الأقسى.. أنت علمتنا ذلك .. معاذ بطل امتحان للإيمان والمؤمنين - وأنت منهم – فالمؤمنون اشد بلوى.

وقد أثبتت عشيرتك وأسرتك الأردنية وعلى رأسها عميدنا وسليل الأطهار والثوار. اننا مسلحون بإيماننا أولا وبقيادتنا وبوحدتنا وتوحدنا وتوحيدنا، وبصبرنا وبوعينا وبأعيننا وبجندنا وكنت– يا ابو جواد - في المشهد الوطني وبحق بطلاً , وبحق ابا البطل جئنا إليك وقد سطرت درساً في الرجولة المزينة بالإيمان ورأينا فيك حزناً وقوراً وخضوعاً واعياً لمشيئة الله، فنهنئ فيك ايمانك وإسلامك ووطنيتك وصبرك ووفاءك جئنا اليك- سيدي - نحن أبناء عمومتك عشائر آل حداد – من سلالة الغساسنة ابناء عمومتك – لنقول لك أن حزنك حزننا.. ومصابك مصابنا.. فقد اختار أولئك الأشرار دماً زكياً.. وها هم أهلك ونحن كلنا أهلك – مسيحيوك ومسلمونا – نتحد معك في حزن أردني يعرف كيف يقوى على الجرح والحزن. فالعزاء كان أردنياً والرد بالأمس كان أردنياً، وها هم حماتنا الأشاوس -من ربع "قايدنا" من أبناء الأردنيات - الساهرون على الثغور التي بارك الله حولها من ذوي الكفافي الحمر والجباه السمر يدوسون كل معتدي قبيح وكل اعتداء خسيس. معك يا ابن العم- يا أبا البطل – نرفع الدعاء ترحماً على النسر البطل معاذ شهيد الأردن وابن كل الأردنيين ، ونسأله تعالى أن يريح نفس شهيدنا في الأخدار السماوية وفي جنان الخلد مع الشهداء والصديقين والأبرار والقديسين.. ويحفظ أردننا وطن الايمان والامان والتآخي والصدق والعزم ويأخذ بيد جلالة قائدنا الأعلى مليكنا المفدى ويعينه ويوفقه ومعه كل حماة الديار والعرض من البررة في جيشنا العربي واجهزتنا الأمنية المقتدرة الشريفة أخونا الصافي.. عظم الله اجركم ورحم شهيدنا.. وليكن ذكر معاذ مؤبداً مع الخالدين