صدقة عن روح "معاذ"حمزة المحيسن
11-02-2015 06:24 PM
في حاراتنا القديمة التي كانت معتقة بالطيب كان مشهد العزاء يعبق بالألق والسمو في مشاعر الفزعة والنخوة والطيب، فما ان يذيع خبر الوفاة في أي بيت من تلك البيوت حتى تجد كل البيوت تستنفر صوب ساكنيه نساء ورجالا واطفالا، الرجال يهبون لبناء (صيوان) العزاء والأطفال يقومون بجمع كل كراسي بيوت الحارة في هذا (الصيوان)، يجمعهم الجيرة والعيش والملح والحزن والفرح الذي تجده في هذه المناسبة مرسوما ومعلقا على حبل ( لمبات ) الكهرباء الممدود في (صيوان) العزاء، وتجده ذا طعم طيب في الهيل والقهوة السادة التي تصنعها نساء الحارة واللاتي يشاركن رجالهن بمصاب الحارة في (بكارج) القهوة المنتشرة على كل طاولة من طاولات (الصيوان)، والأمر هنا لا يقتصر على مشاركة كل بيت طيني من بيوت الحارة في كرسي او (بكرج ) قهوة أو ( لمبه ) من بيته للعزاء، بل حتى في الدموع التي تسيل من العيون فإن سقطت الدمعة من عين أم حزنا على وفاة زوجها او ابنها تجدها سالت دموعا على خدود نساء الحارة أجمعين، أما الرجال فيتشاركون بأحضانهم ليضموا المكلوم ويمسحون دمعه باطراف كوفياتهم الحمراء والبيضاء، يربتون على كتفه لينفضوا عنه هما وحملا من الحزن لا تحمله الجبال..
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة