عمون - شدد وكيل الازهر الشريف في جمهورية مصرالعربية الشقيقه الدكتور عباس شومان على ان تنظيم «داعش» تنظيم ارهابي لا علاقة له بالدين الاسلامي الحنيف ولا بتعاليمه السمحة مؤكدا ان هذا التنظيم حرف النصوص للوصول الى هذه الافعال الشنيعة بحجة الدين الاسلامي و الدفاع عنه.

وقال شومان لـ»الدستور» في اتصال هاتفي انه يتوجب على جميع الدول العربية و الاسلامية ردع هذا التنظيم الارهابي لكف شرورهم عن الناس مؤكدا ان قتالهم واجب وانهم من خوارج العصر وهم بلاء ابتلي به الاسلام ومقصدهم محاربة الله و رسوله و المسلمين جميعا.

واضاف انه يتوجب على الجميع استخدام كل القوة المتاحة عسكريا و سياسيا و دينيا لمحاربة هذا التنظيم حتى ولو ادى الى قتلهم اجمعين. واكد ان موقف الازهر الشريف و علمائه واضح وهو يؤيد بشدة الضربات الجوية التي نفذتها طائرات سلاح الجوي الملكي الاردني - الجيش العربي مؤكدا انها تقوم بواجبها الوطني و الديني في الدفاع عن الاردنيين والعرب والدين الاسلامي على حد سواء كما اكد ان يتوجب على جميع الدول العربية الاقتداء بدولة الامارات العربية الشقيقة التي ارسلت طائرات حربية متطورة لمشاركة الطائرات الاردنية -الجيش العربي في قتالها لتلك الفئة الضالة الخارجة عن الدين الاسلامي.

وشدد شومان على ان موقف الازهر ثابت لم يتغير يوما في التصدي للارهاب منذ عشرات السنين وان منهجه يتمثل في الصدع بكلمة الشرع خالصة لوجه الله دون خشيه.

وحول اقتدائهم بفكر العالم الاسلامي « ابن تيمية» قال شومان ان العالم «ابن تيميه» بريء منهم ومن اقتدائهم به مبينا انهم اجتزأوا من نصوصه واستعانوا بها في فكرهم الضال وهم يتشددون و يغالون في امور ليست في فكر رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ولا في سلفنا الصالح.

واكد ان الاولى اتباع النص الوارد في القرأن و السنة النبوية الشريفة التي حرمت الحرق بالنار كما حدث مع الطيار الشهيد البطل النقيب معاذ الكساسبة الذي نفذت بحقه ابشع جريمة يمكن تصورها لافتا الى ان العالم ابن تيمية ليس حجة يحاجج بها امام النص الديني و احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مشددا على انهم يحرفون اقوال علمائنا ويستدلون بعد ذلك عليها.

وحول المشاركة بالتحالف ضد داعش قال شومان ان الاولى بنا كعرب ومسلمين تشكيل تحالف عسكري من القوات المسلحة ،لمحاربة هؤلاء الخوارج ولكن يجوز لنا شرعا التعاون مع الاصدقاء ولكن شريطة ان تكون نيتهم مساعدتنا في محاربة الارهاب «الداعشي» وما دام الهدف من هذا التعاون الخلاص من الشر.

وقال اننا بالازهر الشريف لا نمانع بقيام هجمات جادة من التحالف للخلاص من تلك التنظيمات الخارجة عن السلام لكن الافضل مشاركة القوات العربية والاسلامية جميعها في حرب الاردن للدفاع عن الاسلام الذي هو ديننا جميعا.

وحول من يتعاطف مع تلك الفئة الخارجة عن ديننا الحنيف اكد شومان ان كل متعاطف او ميال لذلك الفكر المتطرف يجب ان يعامل معاملتهم و يعاقب ويحارب الا انه يتوجب على المؤسسات الدينية في كل البلدان الاسلامية العمل بجد لنشر رسالاتها الدينية و تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف المبني على التسامح و قبول الاخر و الارتكاز على القران الكريم و السنة النبوية الشريفة وعدم اجتزاء النصوص بقصد التطرف و الارهاب.

وقال ان الازهر الشريف يدعو كل من ينتمي لتلك الفئات الضالة اينما كانوا او يتعاطف معها او يميل لها بالعودة الى الله تعالى و الاستغفار عن ذنبه بدلا من البقاء في الخراب و الضلال الذي يغرق افكارهم و يطليها بالسواد.

وقال ان الجريمة التي تعرض لها الطيار البطل الكساسبة هي عمل خسيس مؤكدا ان الإسلام حرم قتل النفس البشرية البريئة حيث قال تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ»، والنبى- صلى الله عليه وسلم- لعن هؤلاء حيث قال: (الإنسان بنيان الربِّ ملعون من هدمه)، وحرم كذلك التمثيل بالنفس البشرية بالحرق أو بأي شكل من أشكال التعدي عليها حتى فى الحرب مع العدو المعتدى.

واكد ان الازهر الشريف مستاء جدا من الإقدام على هذا العمل الإرهابى الخسيس الذى يستوجب العقوبة التى أوردها القرآن الكريم لهؤلاء البغاة المفسدين فى الأرض الذين يحاربون الله ورسوله، أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، ويهيب بالمجتمع الدولى التصدي لهذا التنظيم الإرهابي الذى يرتكب هذه الأعمال الوحشية البربرية التى لا ترضي الله ولا رسوله الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم.(الدستور - انس صويلح)