خبر عاجل .. صحفيو الاردن الى غوانتانمو
اسامة الراميني
14-03-2007 02:00 AM
حط عنار
طوبى «للنواب» وقوانينهم وتعديلاتهم وتشريعاتهم «المعدلة» طوبى للنواب الذين اقروا بندا في قانون العقوبات المؤقت رقم (54) لسنة 2001 الذي ورثنا اياه دولة الرئيس «علي ابو الراغب» الذي ادخل مفهوم «المؤقت» في الحياة الدائمة يسمح بحبس «الصحافي» وجرجرته ووضعه في السجن باعتباره ارهابيا «ملعون والدين».
النواب قالوا كلمتهم وقدموا الفوائد التي ستبقى حاضرة وماثله كدين في اعناقنا انطلاقا من المثل الذي يقول «يا رايح كثر ملايح» مش فضايح لذلك فهم «طينوها» ومسخوا ما تبقى من هامش للحرية المكبلة المقيدة بالقوانين والقمع والتشميع الاحمر عندما فرضوا بنودا تمنع الصحف والمطبوعات من نشر ما يسيء الى الوحدة الوطنية وحريات الاشخاص وكرامتهم والى هيبة الدولة وسمعتها وكرامتها وكل من يخالف تعديلات النواب سيزج الى الجويدة بعقوبه الاشغال الشاقة المؤقته التي تتراوح عقوبتها بين ثلاث سنوات وخمسه عشرة عاما...
النواب فعلوها وجربوا كل شيء علينا نحن معشر «الصحافة» فكان ختامها «سجن» وارهاب.
ولا اعرف لماذا تم زج اسم الصحافة في ديباجة الاسباب الموجبة لتوثيق الارهاب... ولماذا تحول القلم الى قنبله والحبر الى ديناميت عند السادة النواب الذي ساووا بين كرامة الدولة وكرامة الافراد... فهل هناك من مساواة بين كرامة فرد وكرامة دولة من الناحتين القانونية والدستورية.
«الصحفي» الذي يتطرق الى فرد ولا يقصد السادة النواب هنا الافراد من فئة المواطنين العاديين الذين بالغالب نكتب عنهم لا عليهم وانما يقصدون الافراد الذين هم من فئتهم وابناء جنسهم فهؤلاء خارج نطاق النقد الامني والمساءلة لان التعرض لهم نقدا في الصحافة سيعرضنا الى مخالفة القانون وبالتالي تحويلنا الى السجن بتهم الارهاب... ويا... آسفاه على الحرية... ورحمتاه... على الصحافة الاردنية... فهي الان في غرفه الانعاش تعيش على الاجهزة... فالصحفي الان لم يعد يكترث من التوقيف والسجن وانما من تهم خطيرة مثل الارهاب ... في الاردن تغير كل شيء ولم تعد هنالك مساحة حقيقية للحرية المساحات ملغومة مكبلة مقيده بالقيود والقوانين والسجن والتوقيف والحبس والنواب المتربصين الذين ساهموا في قتل الحرية الصحفية وطعنها من الظهر.
في الاردن وفي عهد مجلس الشعب تقتل الصحافة ويمرغ في رجالها وحبرها الوحل ويتحول الصحفي الى مشروع نزيل في احد المهاجع وسجين بالبدلة الزرقاء نوابنا «حولونا» الى «ارهابيين» بلا كرامة... لذلك اللهم ارحمنا منهم فلم يبق الا وضعنا وسجننا في غوانتانمو.