أراني إلى مدينة عي أمشي إلى مضارب عشيرة الكساسبة أبغي.. أصل، أدخل إلى ديارهم، أقف أمام والد معاذ بخشوع لم أستطع النطق بأي كلمة عزاء.. أصافحه بحرارة، أترك المكان متجهة إلى البيت الذي ولد وترعرع فيه معاذ، أدخل أتجه إلى والدته أعانقها بحنان ثم أجلس إلى جانبها، وأقول: أم الشهيد إن معاذ يعد ابناً لكل الأردنيين والأردنيات، إذ اهتز الشعب الأردني والعربي والعالم حين شاهد الطريقة الهمجية التي تعاملت بها مع الشهيد معاذ مافيات وعصابات ما يسمون أنفسهم بالدولة الإسلامية وهم بعيدون عن الإسلام ولا يمتون له بصلة لأن الإسلام يعد دين التسامح والمحبة والأخلاق الحميدة.. وأنهم على تخريب ما تبقى من الأمة العربية يعملون.

يا أم معاذ إن معاذ وهو يمشي إلى لقاء ربه أذهلنا وأذهل العالم بصلابته وبثقته بنفسه... إذ كان يمشي شامخاً رافعاً رأسه إلى السماء كأنه يصلي لرب العالمين بأن يبقيه واقفاً لا يركع إلا إلى ربه... ولقد بدا لكل من شاهده نسراَ اُردنياً عربياً شجاعاً قوياً واثقاً بنفسه ولقد ذكرنا معاذ برموز قومية شجاعة حفرها التاريخ بالصخر في سجل الأبطال الخالدين...

أجل يا أم البطل، إن الشهيد البطل عمر المختار بطل ليبي عربي... والشهيد البطل صدام حسين بطل عراقي عربي... ولقد أكرم االله الأردن بالشهيد البطل معاذ الكساسبه بطلاً أردنياً عربياً شجاعاً سنحفر اسمه بالصخر... والأردن يفاخر العالم ببطولته... وكلنا نعزيك ونعزي أنفسنا بارتقاء نسرنا إلى جوار ربه... و ننتظر القصاص العادل من المجرمين ببطولات نسورنا ومن رب العالمين.!

وأول جملة قلتها يا أم معاذ حين شاهدته يمشي شامخا للقاء ربه، كانت: أسميتك وطن يا معاذ لأنني افتخرت بشموخك... وأحببتك كالوطن وكأنكما تؤمان.