ثلاث رسائل من المعلم صافي
أ.د. عصام سليمان الموسى
09-02-2015 12:22 PM
ثلاث رسائل يستخلصها الإنسان الحزين من تجربة الأيام الماضية منذ استشهاد ابن الوطن معاذ..جاءت من أبيه تلامس قلب كل اردني وعربي حر:
الرسالة الأولى:
حين تتمعن في ملامحه وهو يتحدث رابط الجأش وانت تعلم ان قلبه ينزف على فلذة كبده، تسمع نداء قديما مر زمن توقظه الكلمات يتردد في وجدانك: انه قسم رجال الثورة العربية الكبرى.. وتستشف مضاء عزم اولئك الرجال الرجال.. الرجال الذين عاهدوا ربهم وقيادتهم الهاشمية على النصر مهما كان الثمن.. ومهما كانت الظروف صعبة والجراح كبيرة.
بمثل هذه الهمة التي لا تقهر انتصرت قوات الثورة العربية الكبرى على طاغوت التتريك والعثمانية.. كما ستنتصر قوات الجيش العربي بقيادة عبد الله على قوى الشر الوحشية.
الرسالة الثانية:
يجلجل صوته كتربوي متمرس في الصف.. يزرع في نفوس تلامذته الثقة وهو ينفض غبار الجهل عن عقولهم.. يمسح وجعهم بكلامه الطيب وقلبه ينزف على وطن عربي كسير الجناح ممزق...
يضم تلامذته الى قلبه المكلوم.. يحنو عليهم ويشد أزرهم.. ينظر بعمق في عيونهم.. يعلمهم معنى الرجولة..يستنهض همتهم.. يوحدهم ويجمع شملهم..يعلمهم معنى ان تكون عربيا حرا كريما محترما..
لا اكتمك يا سيدي، ورغم اني علمت مدة اربعين عاما، الا انني شعرت اني تلميذ صغير في مدرستك الوارفة.
الرسالة الثالثة:
كم أنت كبير.. كبير بايمانك بالله ومشيئته وبوطنك وبقيادتك وبشعبك الأردني الأبي والعربي.. وكم انت صلب ايها الرجل..
نعرف الآن تمام المعرفة ان الشهيد ابننا وأخونا معاذ -عليه الرحمة- قد رضع الصلابة عربية من كبرياء أب لا يلين...من قائد معلم ثائر بالفطرة..
درسك يا استاذنا ومعلمنا يعيد للنفوس الثكلى الصفاء.. ويستنهض اخلاق الإيثار والشهامة والشجاعة.. ويزرع فيها السكينة والسلام والإيمان بحتمية الانتصار، وبغد قادم لا محالة لوطن فيه مكان لكل نفس أبية، وطن موحد أكثر اشراقا وكرامة وعزة ومنعة، ينعم فيه ابن معاذ القادم بالسلام والمحبة والتعايش المشترك مع الآخر..
"الراي"