هكذا تكون الملكات يا سيدتي
النائب يحيى السعود
08-02-2015 10:42 PM
الفزعة الأردنية يوم الجمعة أظهرت مدى تلاحم ابناء الشعب الأردني فيما بينهم وأظهرت للعالم مدى حب واعتزاز الأردنيون من شتى أصولهم ومنابتهم بقيادتهم الهاشمية المظفرة، ومدى احترامهم وتقديرهم للجهود الكبيرة التي يقوم بها جلالة سيدنا المفدى الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه وخاصة موقفه الأخير من قضية استشهاد البطل الطيار معاذ الكساسبة على يد هذه الزمرة الفاسدة والتي تدعى داعش.
إن المواقف الملكية التي يجسدها أبناء الأسرة الهاشمية في الوقوف بجانب الوطن وأبناء الوطن في كل مناسباتهم هي الدافع العميق لما نحمله لهم من حب ووفاء، فقيادة كهذه تستحق منا أن نكون على قدر من الوعي والمسؤولية والوفاء تجاه هؤلاء المخلصين لوطنهم والماضين بالأردن وأبنائه نحو غد مشرق ومستقبل أفضل.
عندما كنا في مسيرة الجمعة وسمعنا بمشاركة جلالة الملك رانيا العبدالله لنا في هذه المسيرة كان له الأثر الكبير في نفوس أبناء الوطن، هذه الملكة الإنسانة التي انخرطت مع الجميع لتهتف بصوت الأردنية الحرة "كلنا معاذ وكلنا فداء للوطن وقائد الوطن، هذه الملكة التي نزلت للشارع كي تقف مع ابناء الأردن من شتى اصولهم ومنابتهم كي ترسل رسالة واضحة لكل متربص بهذا الوطن بأن الأردن قيادة وشعباً هم اسرة واحدة يجمعهم الدم والعرض والمصير، وأن الوطن فوق الجميع وعندما يتعلق الأمر بكرامة أردني فإن الجميع يقفون صفاً واحداً في وجه كل من تسول له نفسه الإعتداء على الوطن أو احد ابنائه.
لقد أعطتنا الملكة دروساً قوية في العزيمة والإصرار والتحدي والتواضع، فمشاركتها لنا في هذه المسيرة تدل على مدى عمق العلاقة التي تربط أبناء الأردن، وتعطي درساً قاسياً لكي متخاذل عن المشاركة في صف الوطن والتملص من واجباته في ظل هذه الظروف التي يمر بها الوطن، وتعطي كل من يأمل أن يفرق بين الشعب وقيادته الحكيمة درساً لن ينساه تجعله يدرك بأن الأردن لن يكون موطناً للفتنة ولن يكون مكاناً للتفرقة ولن يكون إلا ساحة من الحب والوفاء يجتمع الجميع فيها تدعى ساحة الوطن.
كل المحبة والاحترام لهذه الملكة الهاشمية التي درست في بيت أبي الحسين وتعلمت منه دروساً طويلة في أن الإنسان الأردني أغلى من الجميع وأن كرامته فوق كل اعتبار ، حقاً هكذا يكون الملوك.
النائب المحامي يحيى السعود