عمون - معاذ الكساسبة الأردني أنت. تحمل اسم الوطن كله. ويخلد الوطن كله اسمك. يبكيك بدموع الفخر، وحدا النخوة، وزغاريد الحماس. يطلب حقك. ويشد على أيدي رفاق سلاحك وهم يعدون انتقاما بحجم تضحيتك.
حملت إرث الوطن كله. جسدت فداءه، كرامته، شجاعته. حلقت في سمائه نسرا تعانق شموخه. تحاكي نبضه. تحوض عن حماه، وفي قلبك قوة تاريخ أجداده، وعزيمة إرادة أبنائه.
شامخا بوجه الهمجية وقفت. إيمانك أصلب من كفرهم. نورك أقوى من نارهم. وجهك واضح بهي مشرق بملامحه الأردنية السمحة الشجاعة. وجوههم خائفة جبانة سوداء مغطاة تخشى النور.
واجهتهم بقيم أبيك وجدك وأهلك. واجهوك بحقد همجي حيواني. كنت جنديا. وكانوا قتلة مرتزقة. مخلدا في وجدان الوطن ستبقى. وإلى مزابل التاريخ سينتهون. قتلتك لا ينتمون إلى بشرية أو حضارة أو دين. لا ينتمون لهذه الأرض. ومنها سيُكنسون.
لن يضيع دمك هدرا. هذا عهد الجيش العربي. هذا وعده لك ولنفسه ولنا. وجيشنا العربي يفي الوعد منذ ارتفعت بيارقه خفاقة عالية تطلب عز العرب وحريتهم واستقلالهم.
ومن وراء جيشك شعبك وملكك. حقك حق شخصي لنا كلنا عند "داعش" لن يضيع. وطنك لا ينام على ضيم. سيهزمهم جيشك في جحورهم. سينتقم لك في ساحات الوغى.
وسيكون شعبك وفيا لك في وطنه. سيحمي أمنه واستقراره وعزته التي من أجلها ارتقيت شهيدا. سيبقيه عصيا على مؤامرات بث الفتنة والشقاق. سيحفظه منبعا للاستنارة. يرد كيد الظلاميين. يكسر عبثيتهم. يدفن جهلهم. ويعرّي زيف ادعاءاتهم.
الحرب التي قضيت فيها حربنا. نخوضها دفاعا عن حقنا في الحياة. عن حق الوطن الأردني والعربي في أن ينجز ويبني المدارس والجامعات ويعمر المصانع. ليعيش أبناؤه بعز وكرامة.
فالداعشيون على حدودنا. بدل ورد بغداد زرعوا الأشلاء. وبمكان ياسمين دمشق أضافوا إلى قنابل النظام متفجرات حقدهم. لو استطاعوا عبور حدودنا لفعلوا. لكنّ في الأردن شعبا وجيشا وقيادة تحميه.
هم دعاة جهل وموت. وشعبك دعاة نور وحياة. ستنتصر الحياة.
تفيض روحك معاذنا إلى باريها راضية مرضية. تنضم إلى من سبقك من شهداء الأردن لتضيف إلى سماء المجد نجمة.
وتبقى ذكراك فينا عطرة بهية. سيتعلم أطفالنا درسك. ستحكي كتبنا تضحيتك. ستروي الجدات بطولاتك. وسيبقى ربع الكفاف الحمر يميلون العقل يا معاذ. فوطن أنتجك لا خوف عليه. رفاق سلاحك سيأخذون نوبتك في حراسة الوطن. سيكملون مهمتك.
اذهب مرتاح البال والضمير. أديت الواجب. حفظت الأمانة. رحمك الله فارسا أردنيا عربيا مسلما.
الغد