سلام على روحك الطاهرة يا معاذ
فيصل تايه
05-02-2015 03:47 AM
جريمة من أكثر الجرائم الإنسانية بشاعةً ، فكل ما نُشر لم يعط أي مؤشر لهول وبشاعة ما حدث ، خاصة بعد بث مشاهد الجريمة ، ولم تكن تلك المشاهد كغيرها من المشاهد التي شاهدناها في بقاع أخرى تعاني الحروب أو دول يستهدفها الإرهاب ، مشاهد جمّدت فينا كل المشاعر، فما عدنا قادرين على البكاء ولا الكلام ، فاغرين أفواهنا، مذهولين من هذا الفعل القبيح بحق نسر اردني شجاع قدم حياته من أجل نصرة الحق والإنسانية ، فكنا مندهشين من شجاعة معاذ التي تغلّبت وقفته على فطرة الخوف وأظهرت شجاعة لا يمكن أن تكون في سواها ، رغم وجود الوحوش من حوله في كل مكان ، نسر مثله بشجاعته وبالرحمة العظيمة التي تحلّى بها لابد له أن يزف شهيداً إلى السماء.
لا يعذب بالنار إلا خالقها وفق الأثر ، وبطريقته هو تجلى في علاه ، وبالكيفية التي يريدها ، وفوق مستوى الفهم الساذج للبشر الذين لا يمثلون إلا أحقادهم المنتنة ، وخدمتهم الدنيئة لأجندة تستهدف الفطرة الإنسانية قبل أن تستهدف الإسلام أو أي دين آخر
لربما من أكثر المشاهد استفزازاً وقهراً هو مشهد طقوسهم الرعناء للنار ، ولعل من أكثر ما يثير الغضب هو رؤية القتلة وهم يحيطون المشهد أو بالأصح يقفون بكبرياء زائف وبكل طمأنينة وكأنه فيلم من افلام هوليود المرعبة يمثلها مجرمون محترفون ليقتلون شخصاً له حياته وأحلامه وأسرته ومحبيه.
كان يوماً بشعاً ومرعباً لملايين الأردنيين الذين قضوا يومهم تاركين في قلوبهم القهر والألم والحزن وأيضاً الفخر والافتخار بشهيد الحق ليكون حيًا عند الله وفي قلوبنا ، بطل شجاع امتهن مهنة التحليق في الفضاء الواسع الرحب ليرى الحياة بينما امتهن القتلة مهنة القتل فشتّان بين دعوة له بالرحمة ودعوة على المجرمين باللعنة في الدنيا والآخرة.
أخيراً لابد من القول أن هذه الفئة الضالة قد تجاوزت مسألة الإسلام وتشويه رحمته المهداة للبشرية ، بل تجاوزت الفطرة الإنسانية تماما ، وما شاهناه هو صورة بشعة لمدى الإفلاس الذي وصل له أعداء الحياة بانتقامهم القذر من أطهر علاقة بين البشر وحياتهم ،وبينهم وبين خالقهم المتمثلة بالنعمة العظيمة .. نعمة الروح .. فسلام على روحك الطاهرة يا معاذ ..