حين يصل الاستشهاد إلى الصدفة، والخطأ السياسي
طارق مصاروة
05-02-2015 03:46 AM
عمون - الذين بدأوا بالقول: هذه ليست حربنا، يريدون شطب جرائم الفنادق في عمان من ذاكرة شعبنا، ويريدون شطب استشهاد مؤسس الدولة: لو انه لم يذهب للصلاة في القدس. ويريدون الالتفاف على مصرع الرئيس هزاع المجالي كما التفوا وقتها على صمود الأردن في وجه المد الإرهابي الديكتاتوري، ويريدون وصم استشهاد وصفي التل على أنه ثأر أيلول الأسود. وأخيراً يريدون جعل معاذ الشاب الابن الطيّار قتيل خطأ في السياسة الأردنية.
..المهم أن لا يكون شهداء الأردن هم المشاعل أمام الأردنيين العاملين من أجل وطن قوي.. جميع شجاع. بأن يكونوا.. ضحايا الصدفة، أو ضحايا الخطأ في الحساب، والمهم أن ننساهم.
وفشر هؤلاء المفسدون في الأرض المستحقون قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف: فنحن سنقاتل كل خارج عن الأمة ودينها وعقيدتها.. وكل عدو للحياة النظيفة الهانئة المبدعة.
.. مرة سمعت من أحد «أذكياء» السياسة: لو أننا لم نقف مع العرب عام 1967 لما راحت القدس.. وسمعت مراراً، ما لنا ولما يجري في سوريا أو العراق أو ليبيا!!. ولماذا نقف مع الدولة المصرية في صراعها من أجل الاستقرار.. والعودة إلى النهوض الوطني، وأخذ مكانها في صدارة العالم العربي؟.
لا يمكن رؤية بلدنا الأردن وهو يمشي الحيط الحيط ويطلب السلامة، فهذا وطن الفقر والقتال والاستشهاد، ووجوده على سيف الصحراء جعله في رقة أهل المتوسط، وفي شراسة الصحراء، ولعل وصف الشهيد المؤسس للأردني في مذكراته كان دليل معرفة القائد لشعبه، ومزاجه، وقدرته على أخذ مكان واسع في صدارة العمل الوطني.
.. نعم هي معركتنا ضد الإرهاب لأننا مع سوريا ومع فلسطين ومع العراق، ومع مصر، ومع ليبيا، ومع كل بلد عربي يتعرض للدمار والقتل والتشريد.
.. نعم والزرقاوي ليس شهيداً، وساجدة والكربولي ليسا شهيدين، وليتوقف الذين يتاجرون بدم شهدائنا.
الرأي