هؤلاء هم ألاردنيون بكل مدنهم وقراهم ومخيماتهم ومضاربهم ، تتجلى اليوم معادنهم الاصيلة على وقع المحنة المصيبة رجولة وشهامة وعزا وأنفة وكرامه ، نعم هؤلاء هم الاردنيون ، شعب يتوحد في لحظة على قلب رجل واحد خلف الوطن ومع القائد دفاعا عن الوطن وعن كل قيمة جليلة في هذا الوجود ، وعلى رأسها عظمة الاسلام العظيم دين الرحمة والعدل والحرية والخلق القويم ، نعم هؤلاء هم الاردنيون لم يتحمل شعب على وجه الارض كما تحملوا وما زالوا من اجل الامة وقضاياها ومشرديها ولاجئيها والفارين بارواحهم بحثا عن ملاذ آمن هو الاردن لا سواه .
هؤلاء هم الاردنيون الشعب والقائد والمؤسسات وفي طليعتها الجيش وقوى الامن الباسله ، يثبتون اليوم دون سواهم من شعوب الارض انهم شعب نادر ، وطنهم نادر ، وشجاعتهم نادرة وعروبتهم نادرة وإيمانهم نادر ، وهم الذين ماناموا يوما على ضيم ولا هانت لهم قناة امام صعب او خطب ، هؤلاء هم الاردنيون ولهم بعد فضل الله فضل على كل عربي ومسلم وإنسان ، يواجهون اليوم أبشع جريمة عرفتها البشرية في تاريخها الحديث ، بحزن وشجاعة معا ، بصدمة وتصميم معا ، بحرقة وفروسية معا ، ولا نامت أعين الجبناء .
هؤلاء هم الاردنيون العرب والمسلمون ، لا عاش ابدا من يحاول حرق قلوبهم ، ولا كرامة بعد اليوم لمن يحاول إستباحة كرامتهم ، أو إختطاف عقيدتهم ، او الاستهانة بغضبهم ، أو تجريب سلاحه بهم ، فهم الطيبون بفروسية لا تدانى ، وهم الاوفياء دونما منة او رياء ، وهم النخوة بعينها أن عزت النخوه ، جباههم دوما الى اعلى لا تنحني الا لخالقها جل في علاه ، انوفهم شم يعرف انفتها القاصي والداني ، عز لجارهم نار على من جار ، يتحملون ويصبرون حتى إحترم الصبر صبرهم ، صدق مواقفهم لا يجارى ، وتضحياتهم ليس كمثلها تضحيات ، اخلاقهم اخلاق الفرسان بحق لا إدعاء ، ولا عجب فهم عرب اصلاء حازوا المجد من كل اطرافه بحمد الله ، ليس في تاريخهم لوثة يستعر منها لا سمح الله ، وإنما فداء وتضحية وإستشهاد وإقدام ونقاء سرائر وقلوب .
نربأ والله عن أن نتحدث عن أنفسنا نحن الاردنيين تواضعا وحياء من الله العلي القدير ، لكننا ولقسوة الصدمة وبشاعة الجريمة التى يترفع الدين العظيم عن رذالتها ، نملك ان نقول من نحن ولو مره ، ويقينا نحن اليوم مكلومون كثيرا امام هول الجريمة والمصاب على ايدي نفر وظفوا الاسلام العظيم أسوأ توظيف في نظر الدنيا كلها ، وحرقوا قلوبنا جميعنا حرق الله قلوبهم ، وحرر الاسلام الحنيف العظيم من جرائمهم المقززة وممارساتهم التي لا رحمة فيها ، خلافا لرفعة الرحمة والتسامح والقيم الجليلة النبيلة العظمى التى جذرها رسول الهدى محمد النبي العربي الهاشمي الامين صلوات الله وسلامه عليه .
حفظ الله اردننا الغالي وشعبنا الكريم وقيادتنا الكريمة وجيشنا الباسل وقوانا الامنية الباسلة ، وخالص العزاء لاسرة طيارنا البطل وعشيرته المحترمة ولسائر الاردنيين بلا إستثناء لاحد منهم ، وخلص الكريم عقيدتنا السمحاء الجليلة من كل مسئ ضال ، إنه نعم المولى ونعم النصير ، ولا حول ولا قوة الا بالله الواحد الاحد سبحانه