عظم الله اجر الوطن الذي تعززت وحدته الوطنية امام المصاب الجلل الذي الم بابننا البار الطاهر المؤمن المرابط على حدود السماء حماية لحدود الارض وطهارة العرض , الشهيد الطيار معاذ الكساسبة , الذي رقدت روحه الطاهرة في الجنة باذن الله تعالى مع الصديقين والنبيين والابرار .
هو الشهيد ( 2475) , ولن يكون اخر الشهداء , فقد روت الدماء الزكية الارض الاردنية الخالدة في شرق النهر المقدس وغربه , وروحه الطاهرة تنظم الى مراقد الصحابة في الكرك الشامخة , الرابضة على ارض الاردن , ارض العروبة , ارض الثورة
لن اتحدث عن الطريقة البشعة التي استشهد عبرها الشهيد البطل , فقد زادتنا تلك الطريقة قوة ومنعة وارادة واصرارا على المضي قدما في محاربة الارهاب واجتثات كل الافكار المبررة او الموالية .
لقد استشهد الطيار البطل شامخا , متطلعا الى غد سيشهد هزيمة نكراء لكل المارقين المأجورين ,
هو رافع الرأس مكشوف الوجه , والكفرة المرضى النفسيين ملثمين , خوفا ورعبا , فمن المرعوب اذن , اذ ان نظرية الرعب والخوف التي يحاولون نشرها تنبعث من خوفهم وشعورهم بالرذيلة والبؤس , وسترتد عليهم باذن الله صناعة الموت التي اتخذوها تجارة مقابل اموال ملطخة بالدماء وبيع الاوطان .
لم يشف اعدام المجرمين الريشاوي والكربولي غليل الاردنيين , وآن الاوان لان تتخلى الدولة عن الامن الناعم الذي لا يليق بمن يتربصون بالوطن وينتظرون لا قدر الله ساعة الصفر , فكل مواطن هو غفير , وشرطي ودركي , ورجل امن , ورجل مخابرات , فلم يعد بالامكان غض الطرف عن أي تصرف متطرف او تصريح مبطن لاي حزب او اشخاص او مجموعات , او أي تصريحات تتضمن بطريقة او باخرى تقديم التبريرات على السلوك الارهابي لمثل هذه المجموعة الارهابية التي من المفترض ان تتخلى الادبيات الاعلامية عن تسميتها بتنظيم , وتستبدله بالمرتزقه والقتلة المأجورين .
بعد ما حدث وداعا للامن الناعم , الذي لا يجدي نفعا , في هذه المرحلة بالذات , فكل منا مكلف بان يكون المدافع الشرس عن وجوده وعن وطنه وترابه الطهور , وعلى الدولة ان تعيد الاعتبار لهيبتها , وقبضتها الحديدية , فنحن دولة مؤسسات وقانون , وكل من يخرج عن القانون , فلابد من ان ينال جزائه على اسس معيارية قانونية واضحة لا لبس فيها .
مشهد غاية في الوحدة واللحمة الوطنية , فقد قصدت احد المراكز الطبية لمعالجة ابني الصغير الذي دخل بحالة عصبية جراء ما حدث للشهيد الطيار وجراء مشاهدته للصور البشعة التي كنت اتمنى عدم تداولها بالمطلق , فرأيت النساء والرجال على حد سواء متشحين بالسواد , مكفهرين , يقدمون العزاء لبعضهم بعضا في الشارع الذي ازداد ايمانا بوطنه , بحقه في الدفاع عنه , بقيادته الهاشمية المظفرة , صاحبة الشرعية التاريخية والدينية , فكل ما حدث لن يزيدنا الا اصرارا , وهذا وطننا ولن نقبل عليه الضيم , كما لم نقبله في السابق , وسنبقى الاوفياء المخلصين لوطن جبلنا وترابه على العهد والوفاء .
وبعد ... وداعا للامن الناعم ..
وقبل وبعد .. الفاتحة على روح الطيار البطل الطاهرة .