تفعيل قانون مكافحة الإرهاب !
صالح القلاب
03-02-2015 03:15 AM
حتى الآن ورغم كل هذه «البشاعات» التي يرتكبها تنظيم «داعش» فإن هناك من لا يزال قلبه عند هذا التنظيم وربما لا يزال على علاقة سرية به وهذا يتطلب تفعيل قانون مكافحة الإرهاب بل وتغليظه وذلك لأنه لابد من تحصين الأوضاع الداخلية بينما تعيش المنطقة كل هذه الاضطرابات وبينما أصبح الإرهاب يقرع أبوابنا بكل عنف وقوة.
لا يزال الإخوان المسلمون ،عندنا هنا في المملكة الأردنية الهاشمية وفي كل مكان، قلوبهم و «سيوفهم» مع «داعش» والدليل هو أنهم مستمرون بالتمسك بتلك الحجة ،التي لا تنطلي على أصحاب أنصاف العقول، القائلة أنهم يرفضون «التحالف الدولي» لأنهم لا يقبلون القتال مع الولايات المتحدة وخلفها وكل هذا والكل رأى شيوخهم «المجاهدين» يتبخترون في ردهات الخارجية الأميركية وهم يرفعون أيديهم بإشارة رابعة العدوية مع أن المؤكد أن بعضهم لا يعرف من هي رابعة العدوية وفي أي مرحلة إسلامية ظهرت!!.
الآن وبعد كل هذا الذي يجري فإنه لا بد من الفرز وأنه لابد من الإحتكام إلى قوانين مكافحة الإرهاب السارية والنافذة ولعل ما يجب أن يدركه الإخوان المسلمون عندنا هنا إن عدم اعتبارهم تنظيماً إرهابياً توافقاً وتماشياً مع ما لجأت بعض الدول العربية الشقيقة ليس خوفاً منهم ولا تحاشياً لـ»نزولهم تحت الأرض» كما يظنون وإنما انتظاراً لأن يصوبوا أوضاعهم وأن «يفكوا» علاقاتهم التنظيمية والسياسية والمالية بـ»التنظيم الدولي» ويتحولوا إلى تنظيم وطني أردني مثلهم مثل كل الأحزاب الأخرى .
لماذا يمتنع الإخوان المسلمون حتى الآن عن إدانة كل هذه الجرائم الوحشية التي يرتكبها «داعش»؟! ولماذا لم يبادر هؤلاء إلى إدانة هذا العنف الدموي الأهوج الذي يمارسه «إخوانهم» ضد مصر والجيش المصري؟ لماذا لم نسمع منهم حتى الآن أي استنكار للتدخل الإيراني السافر في العراق وفي سوريا وفي لبنان.. وفي اليمن أيضاً ؟!لماذا يسكتون على عودة «شقيقتهم» حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للانضواء تحت جناح حراس الثورة الإيرانية مع أن المفترض أنهم حركة وطنية فلسطينية مستقلة؟!.
ربما أن الإخوان المسلمين لا يعرفون أو أنهم يعرفون ولكنهم «يغرشون» أن هناك مؤامرة لإخراج شبه جزيرة سيناء من إطار الدولة المصرية تمهيداً لإنجاز ذلك المخطط الذي يقال أن «حماس» اتفقت بشأنه مع الإسرائيليين وهو اقتطاع جزءٍ من هذه المنطقة ،أي سيناء، لتشكل مع قطاع غزة الدولة الفلسطينية «المنشودة»!! مقابل التخلي نهائياً عن الضفة الغربية.. لقد قيل هذا الكلام مراراً وتكراراً ولعل ما يدل على صحته أن إسرائيل تلوذ بكل هذا الصمت المريب تجاه تحول مناطق شرقي قناة السويس إلى قواعد إرهابية على غرار ما هو عليه الوضع في المناطق الحدودية العراقية – السورية – التركية.
لقد سمعنا قناة: «رابعة العدوية» الاخوانية التي تبث من تركيا ،أمس الأول وهي تقيم الأفراح والليالي الملاح إحتفاء واحتفالاً بالجرائم التي أُرتكبت ضد مصر وجيش مصر ولقد سمعنا تهديداتها لـ»الأجانب» ،وبالطبع فإن العرب بالنسبة إليها أجانب، بضرورة مغادرة الأراضي المصرية على الفور.. أليس هذا إرهاباً؟ ألا يعني هذا أن هذه الفضائية فضائية إرهابية؟.. ثم لماذا لا يستنكر إخواننا هنا كل هذا.. لماذا لا يستنكرون أفعال «داعش» وأفعال ما يسمى : «أنصار بيت المقدس» الذين هم الجناح العسكري – الإرهابي لإخوانهم في أرض الكنانة ؟!
(الرأي)